الجمهور تفاعل معهم.. عندما تحول اللاعبون الأتراك لـ”جنود” وتحدوا فرنسا في عقر دارها (فيديو)

سوشال – متابعة

على الرغم من دعوات بعض الأحزاب الفرنسية لإلغاء المباراة بين المنتخب التركي ونظيره الفرنسي على خلفية إعلان منتخب تركيا عن دعمه لعملية “نبع السلام” في سوريا خلال مباراة مع ألبانيا، إلا أن المباراة قد أقيمت.

الحكاية بدأت الجمعة 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك عندما وجّه لاعبو المنتخب التركي “التحية العسكرية” بعد تسجيلهم لهدف الفوز على المنتخب الألباني، لتخرج بعض الأصوات الأوروبية المنتقدة لذلك، وكان أبرزها أصوات الفرنسيين.

بعد انتهاء المباراة بين تركيا وألبانيا، نشر الحساب الرسمي للمنتخب التركي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” صورة للاعبي المنتخب والكادر الفني وهم يحتفلون بنفس طريقة اللاعبين ويؤدون التحية التضامنية مع “نبع السلام”.

وعلّق النادي على الصورة التي نشرها بالقول:” نهدي فوزنا هذا إلى جنودنا الشجعان، وإلى شهدائنا”، وهو ما أثار حفيـ.ـظة الفرنسيين.

زعيم أحد الأحزاب اليسارية الفرنسية، طالب رداً على موقف اللاعبين الأتراك في مباراة ألبانيا، بإلغاء مباراة فرنسا وتركيا التي أقيمت يوم الإثنين، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف بين فرنسا وتركيا.

وكتب الزعيم اليساري الفرنسي، في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” :” إذا احتفل اللاعبون الأتراك بالتحية العسكرية، فيجب معاملتهم كجنود للعـ.ـدو، لذا لا يجب أن نلعب ضدّهم، فالروح الرياضية لم تعد حاضرة”، على حد تعبيره.

وكذلك قال زعيم أحد أحزاب اليمين الفرنسية، أنه “بهذه التحية، كسـ.ـر المنتخب الوطني التركي الحد الفاصل بين السياسة والرياضة، وبالتالي لا يمكن أن نرحب بحفاوة بملعب ستاد دي فرانس غداً بأولئك الذين يحيون ذبـ.ـح حلفاءنا الأكراد”، حسبما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

لم تؤثر انتـ.ـقادات الفرنسيين على انعقاد المباراة، والتي جرت يوم أمس الإثنين في العاصمة الفرنسية باريس، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف.

اللافت في الموضوع هذه المرّة، أن الشـ.ـجب الفرنسي لتحية الأتراك لجنود بلادهم الذين يعملون على حفظ أمن بلادهم القومي في الشمال السوري، قوبل بمنافسة وتحدٍ واضح من قبل لاعبي المنتخب التركي، بل وتجاوز الأمر ذلك لينضم لهم الجمهور.

وقد أدى لاعبو المنتخب التركي “التحية العسكرية” مرة أخرى احتفالاً بهدف التعادل الذي تمكنوا من تسجيله في شباك مضيفهم الفرنسي، وذلك ضمن تصفيات الجولة الثالثة المؤهلة لكأس أوروبا 2020.

وفي الدقيقة 82 سجّل اللاعب التركي كان إيهان، هدف التعادل لمنتخب بلاده، ليجتمع حوالي 7 من اللاعبين قرب منطقة تنفيذ الركنية، ويضعوا أيديهم اليمنى على جباههم، في إشارة لدعمهم لعملية “نبع السلام” التي تنفذها تركيا في سوريا بالتعاون مع الجيش الوطني السوري.

دعم كبير من الشعب التركي لمنتخب بلاده 

من جهة أخرى، قدّم الشعب التركي دعماً كبيراً لمنتخب بلاده ولتأديته التحية لعملية “نبع السلام”، وذلك عبر هاشتاق حمل اسم “فرنسا تركيا” تصدر قائمة الأكثر تداولاً في تركيا والعالم طيلة ليلة أمس الإثنين.

وكتب المغردون الأتراك آلاف التغريدات الداعمة للمنتخب التركي، متداولين عشرات الصور التي تظهر تأديتهم التحية لعملية “نبع السلام”، ومشيدين بإعادتهم تأدية التحية في فرنسا رغم “تحـ.ـذيرات” بعض الساسة الفرنسيين، حسبما رصد موقع “مدى بوست“.

وعبر المغردون عن إعجابهم بالصور التي تظهر اللاعبين وهم يؤدون التحية ويدعمون جيش بلادهم، معتبرين أن تلك الصورة تمثّل “أجمل صورة في العالم”، حسبما ذكر أحد المغردين في تويتر.

اشـ.ـتباكات خفيفة بين الجماهير 

وكالة “فرانس برس” أشارت عبر تقرير نشرته في موقعها الإلكتروني إلى أن بعض “المناوشـ.ـات” حدثت بين جماهير الفريقين على خلفية رفع لافتة مؤيدة للأكراد وميليشيات قسد أُارت صفارات الاستهـ.ـجان.

وأقيمت المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة، وقد تدخلت أجهزة الأمن الفرنسية لإزالة اللافتة وفض الاشـ.ـتباك الطفيف الذي حصل بين جماهير المنتخبين.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد تحدث عن أنه سيقوم بالنظر في معلومات تفيد بقيام لاعبين أتراك بالاحتفال بفوزهم على ألبانيا بأداء التحية العسكرية.

ونقلت وكالة الانباء الإيطالية “آنسا” عن المسؤول الصحافي بالاتحاد فيليب تاونسند قوله:” أنا شخصياً لم أشاهد ذاك التصرف الذي ممكن أن يعتبر استـفـ.ـزازاً”، مضيفاً “هل تمنع القواعد التنظيمية الإشارات السياسية والدينية؟ نعم، وأضمن أن ننظر بهذا الوضع. دعوني أتأكد من صحته”.