بعد محرقة اللاجئين السوريين في لبنان: لا أنت حبيبي ولا ربينا سوا

كتب متروك صيموعة

صناعة الحرائق…!!
لطالما كان يحلو للبعض وصف العلاقة السورية اللبنانية من خلال أغنية السيدة فيروز الشهيرة :
( سوا ربينا)..

لكن الحقيقة الصادمة كانت على لسان السيدة فيروز أيضاً هي الأقرب في بعض وجوهها من خلال أغنية :
( لا إنت حبيبي ولا ربينا سوا)..!!
ما الذي حصل يا ترى حتى طفا الحقد وكبرت الضغينة إلى حدود صادمة عبر مظاهر الظلم والعنصرية التي طالت العديد من السوريين ..؟؟

ما الذي أفسد العلاقات لهذه الدرجة من التمييز والتعنيف والإهانة؟؟
لطالما نوهنا لمخاطر الاستبداد الذي يعطل القوانين ويدمر النواميس الراسخة بين البشر ويترك آثارا مدمرة على العلاقات.. سواء داخل المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الأخرى..

‏فقد كانت بوابة الولوج والتعامل الرئيسي بين البلدين هي البوابة الأمنية غالباً.. بما تمثل من أدوات العسف والاذلال وفرض الطاعة والخوة..!!

‏عوضا عن التوأمة بين المدن وتكريس الندية والاحترام في التعامل.. إذ لكل سلوك عقابيله وآثاره سلبا وإيجابا..
‏فقد ترك “ولاة عنجر” انطباعا لا يمكن نسيانه بسهولة عن الابتزاز السياسي والاقتصادي والمالي وأشكال المكوس والخوات والعطايا الإجبارية وحواجز الاذلال والترويع والتشليح.. استقرت ذكرياتها المؤلمة في الوجدان العام وأخذت بالتفجر عبر ردود أفعال عدائية عنصرية غريبة عن أخلاق الشعبين وأواصر الأخوة التاريخية التي تشدهما..!!
‏فالسوري أضاع سوريته.. واللبناني فقد جزءا من طبيعته نتيجة إرث الهيمنة الثقيل..
‏لا خيار أمامنا اليوم إلا أن نعود سوريين مطهرين من لوثة الاستبداد..
‏ويعود اللبنانيون كما عهدناهم أخوة لنا وملاذ..

‏هذه النار المدمرة التي أتت على خيام بائسة كان الاستبداد آحد صناعها.. هي غريبة الهوية عن الشعبين..
‏ وهي كانت وستظل طارئة ومريبة..

اقرأ ايضا
ليتنا نخجل..!!
إذا كان للبلادة عنوان..
وللاستخذاء عنوان..
وللصفاقة.. وانعدام الحياء.. وغياب المسؤولية الوطنية والأخلاقية عنوان.. نتصدر نحن كافة هذه العناوين ببراعة وريادة تستعصي على المنافسة..

‏إعلامنا.. صوت أهل الحل والعقد.. في واد ومشكلاتنا في واد آخر..

‏مواقفنا.. مطولاتنا الثقافية .. تنظيراتنا.. أشعارنا.. لغتنا.. كلها تبدو قزمة.. متهافتة.. أمام وجه طفولي بريء.. رحل أولئك الذين اعتاد أن يلقي بالحائر من أسئلته عليهم..

‏ربما غابو في إغماضة عين.. في غفلة منه فاستحال وحيداً مهيض الجناح..
‏الطفولة هي العنوان.. هي الصورة لأية أمة من الأمم.. تسقط كل مسوغات وجودها عند حدود الدمع المتجمد حول مآقيهم..
‏مأساة الطفولة هي حكم إعدام أخلاقي يلاحق أية سلطة بتهمة.. (الفرار من وجه العدالة)..
‏طوبى لأكبادنا الموزعين دمعا على المنافي والمخيمات..