عصابات نسائية في شوارع دمشق لخطف الفتيات والمتاجرة بالأعضاء

صحيح أن مناطق النظام سلمت من الدمار العمراني، لكنها تعرضت لتخريب ودمار من نوع آخر لا يقل خطورة، فقد انهارت القيم الاجتماعية وتحولت بعض المدن إلى ما يشبه بعض مناطق الإجرام الأمريكية التي كنا نشاهدها في الأفلام، حيث يسود القتل والخطف والنصب والاحتيال دون اي رادع أخلاقي وسط غياب كامل لسلطة الدولة.
وقد حذر عدد من الفتيات على صفحاتهن الخاصة، على مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات النسائية المغلقة من عصابات نسائية منتشرة في أماكن محددة داخل دمشق، هدفها الخطف بطرق مدروسة؛ بالتعاون مع عدد من الأشخاص المتربصين للانقضاض على الضحايا بهدف التجارة بأعضائهن، أو تحويلهن لممارسة الدعارة بالقوة.

إحدى الفتيات اللواتي تعرضن لمحاولة فاشلة في منطقة المزة 86 مساء 14 من هذا الشهر، أكدت أن امرأة في العقد الرابع من العمر اقتربت منها طالبة مساعدة مالية لشراء الخبز، حيث قدمت لها مبلغ 200 ليرة وحاولت المضي بسبيلها، لكن المرأة لاحقتها مجدداً لسؤالها عن مكان المخبز والاقتراب منها بطريقة غريبة.

وأضافت: كان الظلام بدأ يسيطر على المكان، وحركة السيارات خفيفة جداً، والمرأة تقترب مني بطريقة غير طبيعية وهي تتحدث معي عن الأفران وتسألني عن اسمي ومن أين أنحدر، وكان بيدها شيء لم أستطع تمييزه، وعندما تجاهلتها حاولت الإغماء والسقوط على الأرض .. تذكرت بالصدفة إحدى الفتيات اللواتي نشرت منشوراً على إحدى المجموعات المغلقة عن امرأة في العقد الرابع تحاول تخدير الشابات الصغيرات في دمشق، وكان الوصف الذي ذكرته ينطبق على هذه السيدة، فأسرعت نحو الجهة المقابلة للشارع، وأوقفت سيارة بطريقة غريبة ورحلت من المكان وأنا أرتجف من الخوف.

الشابة الموظفة في إحدى الشركات السورية الكبرى بدمشق، ذكرت أن العصابات النسوية تنتشر مساء حول الكليات والجامعات وعند المواقف البعيدة عن الأعين، ويستخدمن طرقاً بشعة لاستدراج الضحايا مثل حالة الإغماء المفاجئ التي يتبعها قدوم سيارة فيها مجموعة من الشباب حيث تتم عملية الخطف.

وقد تابعت بعض الصفحات عدداً من المنشورات الخاصة لنفس الموضوع، حيث ذكرت إحدى طالبات جامعة دمشق أنها وزميلتها وقفتا بانتظار باص الجديدة أمام الجمارك، حيث اقتربت سيدة ترتدي (مانطو) أسود وحجاب أبيض ومعها طفل صغير، واستفسرت عن الباص، وبدأت بفتح حديث معهما، لكن الشابتان تجاهلت الحديث تماماً، وفجأة أغمي على السيدة وبدأ الطفل بالصراخ أمي أمي.. كان المكان خال تماماً من الناس، والسماء متلبدة بالغيوم، ما يجعل الرؤية ضعيفة، وهو ما جعل الفتاتان تبتعدان عن المكان، وتصعدان بالباص الذي جاء بعدها، لكن المفاجأة بقدوم سيارة صفراء ترجل منها عدد من الأشخاص حيث قامت السيدة من غيبوبتها وصعدت معهم وهي تضحك!.

وكان أكثر المنشورات خطورة ما ذكرته إحدى طالبات كلية الحقوق عن استهداف شابتان لها بحرم الجامعة لسؤالها عن مقرر في الحقوق، وأخبرتاها أنهما يدرسان الشريعة، ومحاولة دعوتها لحضور درس في الجامع، لكنها رفضت بلطف مدعية أنها بعجلة من أمرها، حيث حاولت واحدة منهما إقناعها بالركوب معهما في سيارتها وإغرائها، وعندما شعرت بالرفض الكلي للفكرة قامت واحدة منهما بادعاء الإغماء، وقامت الأخرى بإخراج بخاخ من حقيبتها، وقامت بوضعه على يدها وحاولت وضع يدها على فم الطالبة التي شعرت بالخطر، فحبست أنفاسها، وهربت منهما بسرعة حتى وصلت للطريق بين البسطات.
حادثة أخرى حصلت عند نهاية البرامكة مساء الأيام الماضية لإحدى الطالبات بعد خروجها من الجامعة، حيث لاحقتها امرأة بنفس المواصفات السابقة (مانطو أسود، ممتلئة، في الأربعين من العمر).. وبدأت تتحدث معها على أساس المعرفة وأمام الناس؛ موهمة إياهم أنها على صلة قرابة بها، وعندما تجاهلتها الفتاة تماماً بدأت تكيل لها الكلام البذيء، وتقترب منها بطريقة مريبة، وتحاول إيقافها بالقوة، لكن الفتاة هربت مسرعة من المكان.

تقول الشابة الخنساء: أن التحذيرات التي قرأتها في المجموعات المغلقة هي السبب في إنقاذي، ونحن نسمع كل يوم عن تجارة الأعضاء، والخطف، ولهذا أحاول أن أوصل صوتي للجميع حتى يكونوا على حذر من هؤلاء.
أين النظام الذي يرفع شعار النصر عن هذه الأعمال الإجرامية التي اصبحت خبراً يويماً في سوريا الأسد؟