وأعلن فؤاد أوقطاي من لبنان، يوم أمس، أن تركيا مستعدة لإعادة بناء وتأهيل مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت من جديد، إضافة لاستعدادها تخصيص ميناء مرسين للفعاليات التجارية اللازمة للبنان.

والتقى أقطاي الرئيس اللبناني ميشال عون،  في بيروت على هامش زيارة تضامنية يرافقه فيها وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو.

وهز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في مرفأ المدينة، أدى إلى سقوط نحو 150 شهيداً وأكثر من 5000 جريح، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، إن زيارته إلى بيروت تعد بمثابة “شيك مفتوح” لتقديم شتى أنواع المساعدات لأبناء الشعب اللبناني الشقيق.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، السبت، عقده عقب جولة تفقدية في مكان الانفجار بالعاصمة بيروت، برفقة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو.

وشدد أوقطاي على أن تركيا ستواصل إرسال المساعدات الغذائية إلى لبنان.

وأضاف: “الجانب اللبناني أبلغنا بوجود حاجة ماسة لمستلزمات البناء وخاصة الزجاج، وأعربنا عن استعدادنا لتقديم الدعم اللازم في هذا الإطار”.

وأردف: “لمسنا مكانة مميزة لتركيا وشعبها خلال زيارتنا لبنان”.

وأكد أن تركيا ستكون بجانب لبنان “حتى عودة مرفأ بيروت إلى نشاطه الطبيعي”.

وقال أوقطاي، إن الرئيس رجب طيب أردوغان، اتصل بنظيره اللبناني ميشال عون، لتقديم التعازي وتأكيد استعداد تركيا لتقديم جميع أنواع الدعم للبنان، وأصدر التعليمات المتعلقة بهذا الصدد على الفور.

ولفت إلى أن فرق الإغاثة التركية الحكومية وصلت بيروت عقب الانفجار، وبدأت العمل بشكل فعلي في المنطقة المتضررة.

وأوضح نائب الرئيس التركي، أن بلاده أرسلت أيضا مشافي ميدانية وأطباء وفرق إسعاف ومعدات طبية وأدوية ومساعدات غذائية إلى لبنان.

وبيّن أنه أبلغ الرئيس اللبناني على هامش الزيارة، بما قامت به تركيا وما يمكنها فعله خلال الفترة القادمة.

ولفت إلى أنه شاهد خلال اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين قوة روابط الصداقة بين الطرفين، وتناول معهم سبل تقديم الدعم.

وأفاد أوقطاي أن تركيا أوصلت نحو 400 طن من القمح إلى بيروت في المرحلة الأولى لمنع حدوث مشكلة كبيرة في هذا الصدد، وسيتم توزيعها على المناطق بحسب الحاجة.

وشدد على أن المستشفيات وطائرات الإسعاف التركية في خدمة المصابين جراء الانفجار في مرفأ بيروت.

وحول الأضرار التي أسفر عنها الانفجار، قال أوقطاي إنها طالت مبنى السفارة التركية التي تبعد عن المرفأ نحو 10 كيلومترات.

وأكد أنه أبلغ الجانب اللبناني بأن تركيا مستعدة لتقديم الدعم فيما يتعلق بتأمين مواد البناء التي باتت البلاد بحاجة ماسة إليها عقب الانفجار.

وأشار إلى أن مرفأ بيروت يعتبر العمود الفقري للتجارة والاقتصاد في لبنان، لذلك من المهم جدا إعادة بنائه في أقرب وقت حتى لا يتضرر اقتصاد البلاد.

وأوضح أن تركيا تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال، وتعد من أفضل البلدان عالميا، وأنها مستعدة لمشاركة هذه الخبرة مع الطرف اللبناني.

وقال إن هناك إمكانية لتشغيل المستشفى التركي الذي أنشأته الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” في وقت سابق بمدينة صيدا اللبنانية، وستكون هناك لقاءات بين المسؤولين المعنيين اعتبارا من الإثنين.

وأضاف أوقطاي: “نأمل أن يتم إحياء هذا المستشفى بسرعة”.

وأفاد أنه أبلغ الجانب اللبناني أيضا بإمكانية استخدام ميناء مرسين التركي لأنشطة الجمارك والتخزين ذات الحجم الكبير، ومن ثم نقل المعدات عبر سفن صغيرة إلى حين الانتهاء من إعادة بناء مرفأ بيروت.

وأردف: “قلنا إننا سنفتح ميناءي مرسين وإسكندرون للخدمة من اجل أنشطة لبنان التجارية والاقتصادية إلى حين إعادة إنشاء مرفأ بيروت وعودته إلى وضعه الوظيفي الطبيعي”.

وأكد أن المسؤولين اللبنانيين شعروا بالسعادة والامتنان حيال هذا العرض، وأن اللقاءات الفنية ستتواصل في هذا الصدد بين البلدين.

ولفت إلى أن الأخوة بين لبنان وتركيا دائمة ومستمرة إلى الأبد مهما قال الآخرون، وأن تركيا ستكون موجودة في هذا البلد دائما.