ترامب لم يزر العراق عن عبث..ماذا يخطط لشرق سوريا؟

سوشال

صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت سحب قواتها من شرق سوريا، ولكن سياستها على ما تبدو بأنها واضحة، وتتمحور حول عدم التخلي عن الأهمية الكبرى التي تتمتع بها سوريا، ويجمع العديد من الباحثين، بأن واشنطن قررت اتباع أسلوب جديد ومغاير، وبأنها لم تنسحب إلا من الخيار العسكري، وبالتالي فإن بقيت خياراتها لا تزال مفتوحة على مصراعيها.

وكشفت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية إلى داخل جارتها العراقية سيكون بالتحديد إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال الناطق باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أن “انسحاب القطعات الأمريكية من سوريا سيكون إلى أربيل وليس إلى أراض تابعة للحكومة الاتحادية”، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة “أنباء” فارس.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء الماضي، إنه لم يحدد مدة أربعة أشهر للانسحاب من سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تريد حماية القوات الكردية هناك.

وبحسب “رويترز”، أشار ترامب إلى أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا “على مدى فترة من الوقت” وإنها تريد حماية المقاتلين الأكراد مع سحب القوات الأمريكية من هناك.

وبالعودة إلى تصريحات العمليات المشتركة، شدد العميد رسول على “عدم حاجة العراق لهذه القوات”، مبينا أن “القوات الأمريكية المنسحبة لن تستقر في قاعدة عين الأسد “في الأنبار غرب العراق”، وأن عدد المستشارين الأمريكيين المتواجدين كاف ولا نحتاج إلى زيادتهم”.

وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن ترامب بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) في سوريا.

الجدير بالذكر أن ترامب قال ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض قبل يومين، “لم أحدد جدولا زمنيا للانسحاب من سوريا. ولم أقل إنه سيستغرق أربع شهور، ولكن عودة القوات ستستغرق بعض الوقت”.

وتابع ترامب “لقد خسرنا سوريا منذ وقت طويل ولا أعرف لماذا مكثنا هناك طيلة هذه الفترة. لا نريد أن نبقى في سوريا للأبد”.

وقام ترامب، الأربعاء الماضي، بزيارة مفاجئة إلى العراق، لتهنئة القوات الأمريكية هناك بأعياد الميلاد.
ووصل برفقة زوجته ميلانا وبصحبة مستشار الأمن القومي، جون بولتون، على متن الطائرة الرئاسية إلى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الانبار، حيث التقوا مع عسكريين أمريكيين في مطعم القاعدة، وأمضى ترامب ثلاث ساعات في القاعدة، وذلك في أول زيارة يقوم بها إلى العراق.

وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في العراق منذ تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2014 لمحاربة تنظيم «الدولة». وعلى الصعيد البرلماني أكدت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي أنها جادة في إخراج القوات الأمريكية من البلاد، معتبرة الوجود الأمريكي العسكري بشكله الحالي «ينافي الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين».

وقال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية، بدر الزيادي، في تصريح صحافي إن «الاتفاقيات العراقية ـ الأمريكية حول سحب القوات الأجنبية من العراق كانت بعد 2013؛ لكن هناك اتفاقا آخر ببقاء أعداد قليلة منها لتدريب القوات العراقية». وتابع: «إننا نرى اليوم أن القواعد الأمنية العراقية امتلأت بالجنود الأمريكان وبكل معداتهم وأسلحتهم وطائراتهم وهي خارج الاتفاقية الثنائية بين العراق والولايات المتحدة».