ثورة لبنان.. كابوس يرعب حزب الله

سوشال

ومن جهته، أوضح نبيل خوري، كبير الباحثين في “المجلس الأطلسي” في واشنطن والدبلوماسي الأميركي السابق، للبرنامج عينه، أن “هموم دونالد ترامب كثيرة داخلية وخارجية”، وأعرب عن اعتقاده أن “هم الرئيس الأميركي الأخير هذه الأيام هو ما يحصل في لبنان”.

وأشار إلى أنه “ليس هناك من مصلحة شخصية للرئيس الأميركي في ما يحصل في لبنان”.

إلا أن غياب التصريحات والمواقف لا يعني أن الولايات المتحدة لا تتابع عن كثب ما يجري في لبنان. فالمسؤولون الأميركيون على اتصال دائم بكافة القيادات اللبنانية بشكل مباشر أو عبر السفيرة الأميركية في بيروت حيث يحاولون جميعا إيجاد حلول للأزمة.

وعن نماذج الحلول التي يمكن أن يسلكها لبنان في المرحلة المقبلة، قالت غدار: “الأمر يعتمد على مواقف الأطراف اللبنانية والمتظاهرين”.

وأشارت إلى أنه “في حال قرر رئيس الحكومة سعد الحريري الاستقالة وسقطت الحكومة فهناك نموذج مرجح وهو النموذج السوداني الذي يقوم على تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من خبراء يعملون على وضع قانون انتخاب جديد يؤدي إلى قيام برلمان جديد وحكومة جديدة ورئيس جمهورية جديد”.

لكنها استطردت قائلة إن “ذلك لن يكون سهلا، لأن حزب الله وهو السلطة الأساسية في لبنان لن يقبل هذا الشيء من دون حرب فعلية أو أنه سيستخدم كل أدواته من أجل منع تحقيق هذا الأمر”.

وأكدت أن الأمر يتوقف كذلك على موقف المجتمع الدولي “فإذا ترك المجتمع الدولي لبنان فمعنى ذلك أن حزب الله سيربح”.

وكانت قد اتخذت الاحتجاجات في لبنان، الأربعاء، منحى جديدا باستهداف المشاركين فيها تعطيل عمل مؤسسات حكومية وتربوية، عبر إغلاق الطرقات المؤدية إليها، ومحاولة منع الموظفين من الالتحاق بأعمالهم فيها.

وحسب مراسلة الأناضول، احتشد محتجون أمام قصر العدل في بيروت؛ للمطالبة باستقلالية القضاء ومحاسبة الفاسدين، في ظل محاولات لمنع الموظفين من الدخول إليه.

فيما أغلق محتجون مداخل مركز مصلحة تسجيل السيارات بمنطقة الدكوانة، شرقي بيروت، لمنع الموظفين من الالتحاق بعملهم.

وفي سياق متصل، احتشد طلبة مدارس وجامعات، أمام مقرات دراستهم، في منطقة جونية (شمالي بيروت) ومدينتي صيدا والنبطية (جنوب العاصمة)، وبعبدا (جبل لبنان)، للمطالبة بأن تدفع أقساط الرسوم بالليرة اللبنانية، بدلا عن الدولار.

ويستهدف الطلاب المشاركون، تعطيل العملية الدراسية حتى تحقيق مطلبهم، رغم تهديدهم من قبل مسؤولين بالمنع من متابعة العام الدراسي.

حزب الله مرفوض

كشفت أزمة لبنان الحالية، غضبا لم يكن ظاهرا في البيئة المؤيدة للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، حيث كسر أهالي الجنوب اللبناني والبقاع حاجز الخوف كما يرددون في مظاهراتهم الاحتجاجية التي لم تخل من شتائم طالت رئيس مجلس النواب نبيه بري وزوجته رنده وقيادات ونوابا ووزراء من حركة أمل وحزب الله واتهامهم بالفساد ونهب ثروات الشعب اللبناني وممارسة سياسة التهويل عبر القبضة الأمنية والمالية.

ويأتي هذا التبدل في المزاج الشعبي في ظل أزمة مالية يمر بها حزب الله، وهي لم تعد خافية رغم محاولة تخفيف وقعها من قبل قيادة الحزب، وجاءت العقوبات الأميركية المتتالية من قبل إدارة البيت الأبيض ضد منابع التمويل الفردية والمؤسساتية للحزب المدعوم من إيران لتطرح التساؤلات عن حجم وتداعيات تلك العقوبات على مؤسسات الحزب المختلفة.

وما ظهر جليا منذ عام هو تراجع الخدمات التي تقدمها مؤسسات حزب الله الاجتماعية، وبالتالي دخول آلاف العائلات في دائرة أزمة معيشية وسط عجز الجرعات الإنعاشية في إيقاف التدهور المعيشي والحياتي لدى أهالي الجنوب والبقاع تحديدا مع تفاقم الأزمة المالية بشكل عام في لبنان.

كما شهدت طرق مؤدية إلى وزارة التربية في بيروت احتشاد طلبة ينادون بذات المطلب.

وتأتي هذه التحركات في إطار خطة دعا إليها نشطاء لبنانيون لتعطيل المرافق والمؤسسات الرسمية في البلاد.

ويعمد المتظاهرون إلى ابتكار أساليب مختلفة للاحتجاج، بعد أن قطعوا طرقا حيويّة لأكثر من 20 يومًا خلال التظاهرات الشعبيّة.

وتتواصل في لبنان احتجاجات بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول، تنديدًا بزيادة ضرائب في موازنة 2020، قبل أن ترتفع سقف مطالبها إلى المناداة برحيل الطبقة الحاكمة بأسرها.

وقدّم رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، استقالته لرئيس الجمهوريّة ميشال عون، بعد احتجاجات حاشدة استمرّت نحو أسبوعين في مختلف أنحاء البلاد.

ورغم استقالة الحريري، إلّا أن المتظاهرين لا يزالون في الشوارع مُتمسّكين بقائمة مطالبهم المُتمثّلة في تشكيل حكومة تكنوقراط مُصغرّة، ومُحاسبة جميع الفسادين في السلطة، ورفع السريّة المصرفيّة عن السياسيّين.

وكان لافتا خروج مظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على حزب الله، أبرز مكونات الحكومة، على غرار الضاحية الجنوبية لبيروت وأخرى جنوباً، خصوصاً مدينة النبطية حيث تجمّع متظاهرون قرب منازل ومكاتب عدد من نواب حزب الله وحركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري.

باسيل متهم بالتفرّد في الحكم

ويحمل خصوم باسيل عليه رغبته بالتفرّد في الحكم، مستفيداً من علاقته مع حزب الله وبحصة وزارية وازنة.

واستبق باسيل كلمة الحريري بإعلان رفضه استقالة الحكومة، معتبرا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وضع “أسوأ بكثير من الحالي”.

ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الممثلان في الحكومة، الحريري إلى الاستقالة.

ورداً على كلمة الحريري، قالت المتظاهرة كارول (27 عاماً) في بيروت لفرانس برس “من المريع وغير المقبول أن يعتقد أن بإمكانه أن يترك الشعب 72 ساعة فيما كان لديهم 20 و30 عاماً للإصلاح”. وأضافت “الأفضل أن يتنحوا” جميعاً.

ولم تخل التظاهرات من أعمال شغب بدت آثارها واضحة في شوارع بيروت، حيث انتشرت مستوعبات النفايات والإطارات المشتعلة، بشكل عشوائي وسط الطرق.

المصدر: الحرة والأناضول ووكالات