ما المكاسب التي ستحققها موسكو من نبع السلام؟.. ولماذا صمتت روسيا على تنفيذ تركيا للعملية؟.. خبراء أتراك يجيبون

سوشال- متابعة

اعتبر محللون أتراك إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالانسحاب من شرق الفرات بمثابة الضوء الأخضر لـ تركيا من أجل دخول شرق الفرات بمفردها، فيما نفى مسؤولون أمريكان وعلى رأسهم وزير الخارجية “بومبيو” إعطاء الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لـ تركيا من أجل بدء عملية “نبع السلام” في المنطقة.

ووسط الجدل القائم حول الموقف الأمريكي، توجّهت الأنظار إلى روسيا، وموقفها المحتمل حول العملية، لتذكر وسائل الإعلام التركية، بأنّ الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أعلم نظيره الروسي “بوتين” بسير عملية “نبع السلام” وزوده بالمعلومات اللازمة.

كيف يمكن قراءة الموقف الروسي؟ ولماذا تغض روسيا الطرف عن عملية نبع السلام التي بدأتها تركيا بمفردها في شرق الفرات؟

“محمد تشاغاتاي كولير” ذهب في تحليل نشرته وكالة الأناضول، إلى أنّ تصريحات وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” -التي تزامنت مع الاتصال الهاتفي بين “أردوغان” و”بوتين”- والتي أعرب فيها عن تفهّم بلاده لمخاوف تركيا الأمنية المشروعة والمحقة منذ بدء الأزمة السورية، خير دليل على أنّ عملية نبع السلام لن تؤثر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

ونوّه إلى أنّ مسؤولين روس لم يعربوا عن موقف سلبي حيال عملية درع الفرات التي بدأتها تركيا ضد تنظيم “داعش”، مضيفا: “وفي عملية غصن الزيتون صرّح وزير الدفاع الروسي بما يلي: “إنّ العملية العسكرية التي بدأتها تركيا شمال غرب سوريا، جاءت نتيجة لاستفـ.ـزازات أمريكا، ونتيجة لسلوك أمريكا غير المسؤول والذي من شأنه أن يضـ.ـر بعملية السلام”، بحسب موقع “أورينت نت”.

ونفى كولير احتمال التصريح عن موقف سلـ.ـبي من قبل روسيا حيال العملية التي بدأتها تركيا، موردا في هذا السياق عدّة سيناريوها محتملة، عقب انتهاء عملية نبع السلام، والمكاسب المحتملة لـ روسيا في حال حدوث أحد السيناريوهات.

بحسب كولير هناك 3 سيناريوهات محتملة مع بدء عملية نبع السلام، وهي كالتالي:

السيناريو الأول: في حال انسحاب أمريكا بشكل تام من المنطقة، فإنّ روسيا ستكون الرابح الأكبر، وذلك لكون انسحاب أمريكا ستترك فراغا كبيرا، سيدفع بروسيا إلى ملء هذا الفراغ، وبالتالي استحواذها -عبر النظام- على مناطق الطاقة في المنطقة الواصلة حتى دير الزور، وكذلك على أهم مصدر للمياه، فضلا عن كون روسيا ستفضل التعاون في الملف السوري مع تركيا على التعاون مع أمريكا.

السيناريو الثاني: انسحاب أمريكا إلى جنوب المنطقة، ودخول تركيا حتى عمق 32 كم، وفي هذا السيناريو، روسيا لن تخرج بـ مكاسب كبيرة، كما أنّها لن تخرج بخسائر، “ففي حال إنشاء المنطقة الآمنة التي تسعى إليها تركيا، فإنّ ذلك سيقلل من فاعلية الدور الأمريكي في المنطقة، وبالتالي سيقضي على آمال “واي بي جي” في إنشاء دولة كردية تهـ.ـدّد وحدة الأراضي السورية، وهذا الأمر سيؤثر إيجابا على المصالح الروسية في المنقطة، على غرار الأثر الإيجابي والمنافع التي سيجلبها بالنسبة إلى تركيا”.

السيناريو الثالث: دخول تركيا حتى عمق محدد، والعودة إلى مفاوضات جديدة مع أمريكا، وفي هذا السيناريو تكون تركيا قد ضمنت أمن حدودها، وكذلك تمكّنت من إعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى هذه المنطقة، وهذا سيضعف التنظيمات الإرهابية وكذلك النظام، ومن هنا قد يقع على عاتق روسيا لعب دور مهم، وهذا السيناريو أيضا لن يؤمن لروسيا مكاسب كبيرة، ولكنه لن يجعلها تتكبد خسائر أيضا.

ومن هنا استبعد كولير  تأثُّر العلاقات الروسية-التركية سلبا، جرّاء العملية التي بدأتها القوات المسلحة التركية في شرق الفرات.

ومن جانبه “عبد الرحمن يلدرم” أشار في مقالة نشرتها صحيفة “خبر ترك” إلى أنّ السبب الرئيس في غض روسيا طرفها عن عملية نبع السلام التي بدأتها القوات العسكـ.ـرية التركية، يكمن في رغبتها بسحب تركيا من المسار الغربي إلى طرفها، مستغلة في ذلك الشـ.ـرخ الذي قد يحدث بين أعضاء حلف شمال الأطلسي بسبب العملية، موضحا أنّه ولهذا السبب روسيا ستحرص على عدم البقاء في مواجـ.ـهة مباشرة مع تركيا بشان عملية “نبع السلام”.

تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لمّح خلال انتـ.ـقاده لاستنكار حلف الناتو للعملية التركية في شرق الفرات، إلى المادة الخامسة في الحلف، والتي تنص على ضرورة وقوف دول الأعضاء إلى جانب دولة حليفة في حال تعرّضها لتهـ.ـديد إرهـ.ـابي، قائلا: “على الرغم من المادة الخامسة، وجدنا أنّ تركيا تُركت وحيدة، ولم يقف أحد إلى جانبها أمام التهـ.ـديدات الإرهـ.ـابية التي تعرّضت لها”.