كاتب تركي: هذا هو أكبر خطر يواجه المنطقة الآمنة ويضعها على كف عفريت

ذهب الكاتب التركي، محرّم صاري قايا، في مقالة نشرتها صحيفة “خبر ترك” بعنوان “خفايا المنطقة الآمنة”، إلى أنّ كافة الأطراف سعداء فيما يتعلّق بالنتائج التي تمّ التوصّل إليها – حتى اللحظة – بخصوص المنطقة الآمنة، مؤكدا على أنّ هذه الأطراف في الوقت نفسه لديها ما يقلقها أيضاً.

ولفت صاري قايا إلى أنّه وفي ظل استمرار الجهود لإنشاء المنطقة الآمنة في سوريا، واستمرار الجدل حول عمق وامتداد هذه المنطقة، توجد مفارقات عدّة بين الأطراف المعنية.

مم تخشى أنقرة وواشنطن؟
وبحسب الكاتب، فإنّه وبترك اعتراضات كلّ من أنقرة وأمريكا حول المنطقة جانبا، فإنّ الجميع مقبل على مرحلة يعلن فيها الأطراف كافة نصرهم في الساحة السورية.

وأضاف في الإطار نفسه: “إن أنقرة التي لها اعتراضات على المستوى البرّي، تشعر بالسعادة إزاء ما حصلت عليه على المستوى الجوي، والولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالنصر لكونها منعت تركيا من دخول المنطقة حتى أجل مسمّى، والوحدات الكردية تشعر بالرضى والسعادة لكون الآراء التي كانت تراهن على زوالها عقب انتهاء داعش في المنطقة أصبحت باطلة، بالإضافة إلى أنّها مازالت تحظى بمكانة لدى واشنطن فيما يتعلق حسابات المنطقة الآمنة”.

وأردف أنّه إلى جانب الشعور بالرضى والسعادة، لدى الأطراف قلق، موضحا أنّ قلق تركيا، هو من أن يتم إنشاء دولة كردية في سوريا على غرار العراق، متابعا: “والولايات المتحدة الأمريكية والوحدات الكردية يخافون من أن تنفك العقدة في لحظة ما، وتذهب أنقرة مع النظام في سوريا -بوساطة (روسية-إيرانية) إلى اتفاق مشترك حول إدارة المنطقة الآمنة”.

دور روسي تخريبي
ونقل الكاتب حوار أجراه مع “غالب دالاي” المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، والذي أكّد له أنّ عدم الارتياح الذي تشعره تركيا فيما يخص الساحة السورية يزداد يوما بعد يوم، وأنّ روسيا ستسعى جاهدة لتعزيز عدم الارتياح الذي تشعره تركيا، وذلك من تخريب العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية”.

وبحسب دالاي، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لجعل السيطرة على المنطقة الآمنة بيد الوحدات الكردية، ولذلك فإنها تميل إلى فكرة تحقيق الوحدات حكما ذاتيا عسكريا لها في المنطقة، إلا أنّ روسيا والنظام وتركيا يرفضون هذه الفكرة.

وأشار دالاي إلى أنّ المماطالات تصب في صالح الوحدات الكردية والولايات المتحدة الأمركية، موضحا أنّ هذا ما يدفع بانقرة إلى الاستعجال فيما يخص إنشاء المنطقة الآمنة.

وأكّد صاري قايا، على أهميّة القمة الثلاثية التي ستجمع كلّا من تركيا وروسيا وإيران في أنقرة في الـ 11 من أيلول المقبل، خاتما: “وخلال هذه القمة الثلاثية، والقمة الرباعية التي ستتبعها بمشاركة روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا ستتم بلورة المستقبل السياسي لسوريا”.

اورينت