تهديد روسي خطير لتركيا بشكل غير مباشر

 
في الوقت الذي ما زالت هي ترتكب مجازر بحق آلاف السوريين وسط صمت أميركي وأوروبي، فقد حذرت روسيا مما وصفته محاولات تقسيم شمال شرقي سوريا، في أول تعليق رسمي على إقامة منطقة آمنة على الحدود السورية- التركية، برعاية واشنطن وأنقرة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التركية، ماريا زاخاروفا، “من دواعي القلق استمرار محاولات لما يبدو أنه فصل شمال شرقي سوريا (…) لا يمكن القبول باقتطاع أراض سورية تحت أي ذريعة، بما في ذلك حجة مكافحة الإرهاب”.

واعتبرت زاخاروفا في مؤتمر صحفي نقلته قناة “روسيا اليوم“، أن “الشرعية الدولية تتطلب موافقة دمشق على أي عمليات تجري على أراضيها”، بحسب وصفها.

ويعتبر هذا أول تعليق روسي على الاتفاق التركي- الأمريكي حول إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية التركية، الأمر الذي تراه موسكو غير شرعي لعدم موافقة حليفها النظام السوري على ذلك المشروع.

واعتبرت الخارجية الروسية أن القوات الأمريكية تمنع عودة سيطرة النظام السوري على مناطق شرق الفرات، عبر دعم حلفائها في “الإدارة الذاتية” بشكل عسكري وسياسي.

كما دعت إلى الحوار بين “الإدارة الذاتية” والنظام السوري، بقولها، “لا نزال نقف مع تحقيق الاستقرار والأمن طويلي الأمد شمال شرقي سوريا عبر تأكيد سيادة سوريا وإجراء حوار مثمر بين دمشق والكرد، باعتبارهم جزءًا من الشعب السوري”.

وكان الجانبان الأمريكي والتركي توصلا، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا، يقضي بإنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة.

واتفق الجانبان على تنفيذ التدابير الأولى بشكل عاجل لإزالة مخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية مع سوريا.

وجاء في بيان الاتفاق أن المنطقة الآمنة “ستكون ممر سلام وسيتم بذل جميع الجهود الممكنة من أجل عودة السوريين إلى بلدهم”.
وكان النظام السوري حمّل “الإدارة الذاتية”، وجناحها العسكري “قسد”، مسؤولية الاتفاق التركي- الأمريكي حول إنشاء منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، عن مصدر في وزارة الخارجية في 8 من آب الحالي، قوله إن “بعض الأطراف السورية من المواطنين الكرد التي ارتضت لنفسها أن تكون أداة في هذا المشروع العدواني الأمريكي التركي، تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ”.
واعتبر المصدر حينها أنه حان الوقت لمراجعة “قسد” حساباتها والعودة إلى الحاضنة الوطنية.

ولا يزال مصير المنطقة وعمقها والطرف المسيطر عليها مجهولًا حتى الآن، إذ تتطلع تركيا لإقامة المنطقة بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، وتولّي السيطرة عليها، وإخراج المقاتلين الكرد منها، بينما تريد واشنطن أن تكون المنطقة بعمق خمسة كيلومترات دون دخول القوات التركية أو المدعومة منها.