حسني مبارك يكشف شخصية منعت السلام بين سوريا وإسرائيل

سوشال

كشف الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، تفاصيل عن عملية السلام، التي كانت على وشك أن تتم بين سوريا وإسرائيل، في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين.

وقال مبارك في الحوار، الذي نشرت مقتطفات منه، الإعلامية الكويتية فجر السعيد عبر صفحتها الرسمية على موقع “تويتر”: “شجعت رابين على التفاوض مع السوريين وكان السوريون متحفظون في إطلاعنا على المفاوضات، وأبلغني رابين بالاتفاق مع سوريا بأنها ستأخذ أرضها، لكن نقطة الخلاف كانت في رفض السوريين إقامة علاقات وفتح سفارات”.

وتابع الرئيس المصري الأسبق، الذي تنحى بعد ثورة 25 يناير 2011، حديثه عن القضية نفسها، قائلا: “عقب اغتيال رابين أراد السوريون تنفيذ الاتفاق لكن بعد مجيء نتنياهو كانت الفرصة قد ضاعت”.

وعن رغبة إسرائيل بالانضمام لجامعة الدول العربية، قال مبارك إنه أبلغ الرئيس الإسرائيلي حينها شمعون بيريز أن الجامعة “بيت العرب”، ونصحه بعدم التفكير بالانضمام لها.

وقالت الإعلامية الكويتية فجر السعيد إن الرئيس المصري الأسبق كشف لها خبايا وأسرار من حرب الخليج الثانية، حين اجتاحت القوات العراقية الكويت قبل أن تتدخل قوات الردع وتخرجها.

وقالت السعيد إن الرئيس المصري الأسبق كشف لها خبايا وأسرار من حرب الخليج الثانية، حين اجتاحت القوات العراقية الكويت قبل أن تتدخل قوات الردع وتخرجها.

وبينما كان الرئيسان السوري والإسرائيلي يتجاوزان بعضهما بعضاً بالحديث عبر الصحافة أو من خلال أطراف ثالثة، أبدى رئيس الوزراء آرييل شارون ملاحظتين اثنتين: أولاً، أعرب شارون عن عدم رضاه عن الدعوة التي أرسلها الرئيس كاتزاف للرئيس الأسد، رغم إنه لم يقل ذلك بصراحة. ثانياً، اعترف شارون بصراحة أن السلام مع سوريا سوف ينتج عنه انسحاب من مرتفعات الجولان. بالنسبة للنقطة الأولى، قد يكون شارون قد شعر بأن رئيسه الذي لا ينتمي إلى أي طرف حزبي قد سحب البساط من تحت أقدامه.

أو من الجائز إنه أراد أن يبعد نفسه عن تلك الدعوة في حال إنها منيت بالفشل. إلا أن النقطة الثانية هي أكثر أهمية. فهي من ناحية تظهر أن شارون أصبح الآن مقتنعاً أنه بدون انسحاب من مرتفعات الجولان لا يمكن أن يكون هناك سلام مع سوريا. من ناحية أخرى، فإنه يبدو غير مقتنع بأنه يريد أن يقود إسرائيل في طريق الانسحاب كثمن للسلام، بدليل إنه يرفض التصريح بموقفه حول ذلك الموضوع. وآرييل شارون معروف بعدم تردده في التعبير عن رأيه بصراحة طالما أنه حسم أمره في أية قضية.

إلى أين تؤدي هذه المناورات؟ لدى سوريا وإسرائيل أسباباً عديدة لعدم الثقة بتصريحات بعضهما بعضاً وسلوكهما السابق. فإسرائيل قامت باحتلال الأراضي السورية وقامت بتغيير أرضها وتركيبها الطبيعي ومنظرها، وأظهرت تصرفاً عدوانياً نحو جارتها السورية. من ناحية أخرى قد تكون إسرائيل مرتابة لاعتقادها أن سوريا تحتضن وتقدم العون لنشاطات إرهابية ضدها، وأن لها ارتباطات مباشرة أو غير مباشرة بأسلحة الدمار الشامل.

أخيراً، هناك إسرائيليون يعتقدون أن سوريا ملتزمة بتدمير إسرائيل كدولة يهودية. في حال وقوع حرب بين الدول تعتبر مشاعر الريبة هذه عادية ومتوقعة، والأسلوب الوحيد لإزالتها هو مباشرة الأطراف المعنية السير في طريق السلام. والسؤال هنا هو إذا كانت سوريا وإسرائيل مهتمتين فعلاً بالسلام بينهما وفق شروط معقولة يمكن الدفاع عنها دولياً. ويمكن لكليهما إظهار نيتهما باتخاذ خطوات تعكس مواقف إيجابية نحو بعضهما بعضاَ في مجال السلام. ومن الأمثلة على ذلك.

وكالات