مجلس عسكري بدون الأسد

سوشال

قال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري “أحمد رمضان: هنالك ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن تدعم ذلك، وطرح سؤالاً قال فيه: هل تصحو سورية قريباً على قيادة عسكرية انتقالية بدون الأسد؟

في حين لم يذكر المسؤول المعارض اسماء الدول المتبنية لهذا الموقف، إلا أن سوريا شهدت في الآونة الأخيرة العديد من المفترقات الهامة، من طفو الصراع الروسي الإيراني إلى الواجهة، وتواتر الأحاديث عن تغيير في جيش النظام، وسط تقاسم مورادها النفطية والمائية وحتى الدينية.

وتقول بعض التقارير الغربية، بعد التقدم العسكري الذي مكنه من استعادة السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية، يوشك نظام بشار الأسد على تحقيق نصر دبلوماسي كبير.

نبذته القوى الغربية من المجتمع الدولي، حامت الشكوك حول استخدامه أسلحة كيميائية، عزلته القوى السنية في المنطقة… وها هي اليوم مخالطة الرئيس بشار الأسد قد صارت متاحة من جديد. فالعديد من إشارات الانفتاح وجهت في الأسابيع الماضية لدمشق. وتتواتر أنباء في الصحافة الإقليمية عن احتمال رجوع سوريا إلى عضويتها في الجامعة العربية بعد أن علقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 احتجاجا على قمع الانتفاضة ضد النظام.

بل وتقول بعض المصادر الدبلوماسية المحلية أن مشاركة سوريا في القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في بيروت في 19 و20 يناير/كانون الثاني قيد الدرس. وهذه المشاركة المحتملة تعني استعادة المسؤولين السوريين العلاقات مع نظرائهم قبل القمة السنوية للجامعة العربية التي تعقد في تونس في أواخر مارس/آذار. ويشار إلى أن أول رحلة طيران سورية وصلت إلى تونس في 27 ديسمبر/كانون الأول بعد توقف دام ثمانية أعوام.

مع حلول الذكرى الثامنة للثورة السورية، يحتفل النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون باستعادة نحو 90% من مساحة البلاد، بعد أن كان على وشك خسارة كل شيء، في وقت تبدو فيه مواقف الدول الأخرى منقسمة بين مندفعة نحو إعادة الشرعية للنظام، وبين مترددة ورافضة بالمطلق.

فبعد أربعة أشهر على انطلاق الثورة، قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إن رئيس النظام السوري بشار الأسد “يفقد شرعيته في نظر شعبه”، الأمر الذي اعتبره مراقبون آنذاك إعلانا واضحا من أقوى رئيس في العالم لمصير الأسد المحتوم، وهو ما دفع المعارضة لمواصلة نضالها على هذا الأساس.

وبعدما تدخلت روسيا مباشرة بثقلها العسكري لإنقاذ النظام من الانهيار في سبتمبر/أيلول 2015، عاد أوباما للتصريح في نهاية العام نفسه بأن الأسد فقد شرعيته وأن عليه أن يرحل عن السلطة. لكن المعارضة كانت حينئذ قد فقدت الثقة في التعويل على تلك التصريحات.

ومع وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، أبدى موقفا أكثر صراحة ولكن في الاتجاه المعاكس، إذ أعلن في فبراير/شباط 2017 أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هي الهدف، وطلب من وزارة الدفاع وضع خطة لهزيمة التنظيم في غضون شهر، الأمر الذي استقبله الأسد بالترحيب الشديد، في حين رأى مراقبون أن بوصلة المجتمع الدولي قد انحرفت بوضوح من إسقاط الأسد إلى مواجهة “الإرهاب” فقط، التي قد تشمل فصائل أخرى من المعارضة.

وحتى الآن لا تبدي واشنطن موقفا واضحا، فبعد إعلان ترامب اتفاقه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على سحب القوات الأميركية من سوريا، ما زالت المفاوضات جارية لتحديد صيغة الانسحاب مع الإبقاء على وجود عسكري واستخباراتي بالحد الأدنى، ولا يزال الأسد يعول على حليفه الروسي لإعادة تأهيله وتقديمه مجددا للمجتمع الدولي بصفته منتصرا على “الإرهاب”.

سوشال ووكالات