بمساعدة رجل دين شيعي بارز.. إيران تبدأ تنفيذ خططها الديمغرافية والعقارية في دمشق

اعتمدت إيران على رجل الدين الشيعي البارز، عبدالله نظام، لإعداد صفقاتها العقارية في دمشق، والذي يعمد إلى استخدام سلطته الدينية وعلاقاته مع نظام الأسد لإقناع سكان العاصمة ببيع ممتلكاتهم لرجال الأعمال الإيرانيين.

جاءت هذه المعلومة ضمن تقرير نشره موقع “فويس أوف أمريكا “، وترجمته “السورية نت”، وفيه أكد أن إيران تعمل على وضع نفسها ضمن اللاعبين الرئيسيين في إعادة أعمار سوريا، إضافة إلى أنها تفعل ذلك ضمن إجراءات التغيير الديمغرافي الممنهج الذي تقوم به طهران في دمشق، وفي أماكن أخرى من سوريا.

ونقل الموقع في تقريره الذي نشره أمس الأول الاثنين عن “مسلم تالاس”، أستاذ الاقتصاد في جامعة ماردين أرتكلو في تركيا، “مسلم تالاس” قوله: “إن إيران تستغل حقيقة أن العديد من السوريين، ومعظمهم من السنة ، أصبحوا فقراء للغاية بسبب الحرب، وبالتالي فهي تعرض عليهم أسعاراً مرتفعة مقابل ممتلكاتهم ولا يمكنهم رفضها”..

ورأى “تالاس”، أن السبب وراء تركيز إيران إلى حد كبير على قطاع الإسكان في سوريا، هو حقيقة أن المسؤولين الإيرانيين يدركون جيداً مدى أهمية إعادة بناء هذا القطاع في المستقبل.

من هو عبدالله نظام؟

عبدالله نظام، هو رئيس الجمعية المحسنية في دمشق. أحد مراجع الشيعة في حي الأمين بالعاصمة، وهو المسؤول عن المتشيعين في سوريا. والراعي للجامعات الشيعية الأهلية في دمشق وإدلب والرقة، وقد جرى تعينه مستشاراً لوزير الأوقاف للشؤون الدينية، وذلك وفق ما ذكره “مركز حرمون للدراسات المعاصرة ” في تقريره المنشور على موقعه الالكتروني في 29 أبريل/ نيسان الماضية.

ونظام يشغل منصب نائب رئيس الجمعية المحسنية في دمشق، التي تضم عدداً من العلماء والمفكرين السنة والشيعة في سوريا، وتأسست في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 برئاسة صلاح الدين كفتارو، نحل مفتي سوريا السابق أحمد كفتارو.

وبحسب موقع “عربي بوست ، فإن عبدالله نظام شاع اسمه في سنوات ما قبل الثورة، عندما أصبح وكيلاً لخامنئي في سوريا ومديراً لمجامع دينية متعددة.

وهو عضو مجلس الأمناء في “جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية”، التي كانت تعرف باسم “معهد الشام”، وتتكون من ثلاثة فروع “مجمع كفتارو” و”مجمع الفتح الإسلامي”، و”مجمع السيدة رقية”.

وأسهم نظام في دخول إيران إلى شركات التأمين الإسلامية في سوريا، عندما ورد اسمه في هيئة الرقابة الشرعية لشركة العقيلة للتأمين التكافلي.

آلاف الوحدات السكنية

وأشار تقرير “فويس أوف أمريكا”، إلى ما ذكرته وكالة أنباء “الطلبة” الإيرانية، من أن شركات البناء الإيرانية ستقوم ببناء آلاف الوحدات السكنية في ضواحي دمشق، وأن مسؤول أعمال في جمعية الاستثمار في البلاد، أكد أن إيران تخطط لبناء 200 ألف وحدة سكنية بالقرب من دمشق.

وقال “اراج رحب”، نائب رئيس اتحاد الإنشاءات الإيرانية، إن مشروع الإسكان الضخم قد تحقق بعد أن وقعت إيران مع حكومة نظام الأسد مذكرة تفاهم في يناير/ كانون الأول 2019.

وأكد محللون ومصادر في مجال البناء في إيران للموقع الأمريكي، أن طهران تشجع أبرز متعهدي البناء على شراء العقارات في دمشق: ونقل الموقع كذلك عن أمير رضا معصومي المهندس المعماري المقيم في إيران قوله: “هذه ليست المرة الأولى التي يشجع فيها المسؤولون في إيران المتعهدين على الاستثمار في سوريا”.

وأضاف معصومي، الذي لديه دراية بالمناقشات الجارية، أن عدم الاستقرار في سوريا قد أثنى العديد من المقاولين الإيرانيين عن الاستثمار في البلد الذي مزقته الحرب.

وتابع: “حتى الآن، لا تزال تفاصيل كيفية حماية مصالح المستثمرين الإيرانيين في سوريا غير واضحة”.

موطئ قدم

مع انحسار الحرب، تريد إيران الحفاظ على مكانتها القوية في سوريا من خلال حث شركات البناء الإيرانية على الاستثمار في الدولة، وبحسب ما قاله صحفي سوري طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب مخاوف من النظام، فإن: “الموقع المتوقع لهذه المباني هو عدة أجزاء من ضواحي دمشق، حيث حدث دمار هائل”.

وأضاف في تصريحاته التي ذكرها التقرير: “النظام السوري لا يجعل مثل هذه الأمور علنية”، مشيراً إلى أنه شاهد بعض مجموعة من رجال الأعمال الإيرانية تستكشف أجزاء مدمرة من دمشق، ومنوهاً في الوقت ذاته، إلى أن طهران بالأساس شاركت في العديد من مشاريع الإسكان الأخرى في محافظتي حمص واللاذقية.

واستعادت قوات نظام الأسد، بدعم من القوات والميليشيات الإيرانية الحليفة وروسيا، السيطرة الكاملة على شرق دمشق في عام 2018 بعد قرابة خمس سنوات من القتال مع فصائل المعارضة.

ويرى المسؤولون الإيرانيون، أن المزيد من الاستثمارات في دول مثل سوريا ستساعد في تخفيف بعض الضغوط المالية على إيران بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الحكومة.

وقال “رهبار” من جمعية البناء الإيرانية: “هذه طريقة عظيمة لزيادة دورة رأس المال والاستفادة من قدراتنا فيما يتعلق بالبناء في الخارج

وختم “فويس أوف أمريكا” تقريره، بما ذكره خبراء بأن الشركات الإيرانية ستحول تركيزها إلى أماكن مثل سوريا لأن عدداً كبيراً من المستثمرين الإيرانيين مُنعوا من العمل في الولايات المتحدة. ودول الخليج الأخرى، بسبب عدم القدرة على تحويل الأموال باستخدام البنوك الدولية بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة على كيانات إيرانية إضافية.

وكان صندوق النقد الدولي قد أكد في وقت سابق، أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا تبلغ حوالي 400 مليار دولار، و65 في المئة من هذا المبلغ سيذهب إلى قطاع الإسكان.

المصدر: السورية نت