أبكت جميع من شاهدها.. قصة السورية أم بسام في خيمتها

سوشال-متابعة
أبكت جميع من شاهدها.. قصة السورية أم بسام في خيمتها

معاناة عائلة من قاح
هنا أمام باب خيمتهم، أقفُ صامتاً لا أعلم كيف ليّ أن أنقل حجم المعاناة المختبئة داخل هذه الخيمة، التي تبدو من الخارج بأسوأ حال فكيف ستكون من الداخل، سرعان ما تذكرت عندما خطوتُ إلى الداخل، مقولة “من سمع ليس كمن رأى”، يقولها مراسل “ستيب الإخبارية” في إدلب وريفها.

في الكثير من الأحيان يعبر المرء عن همومه اليومية التي فرضتها عليه الظروف القاسية التي يمرُّ بها، بطريقةٍ يحتفظ فيها بشيء من الكبرياء الذي اختلط بمأساة الحياة من فقرٍ ونزوحٍ وتشريد.

وكالة ستيب المحلية نشرت فيديو لـ “أم بسام”، لكن حقيقةً من سمع ليس كمن رأى، التي تعاني هي الأخرى، وجدنا، أم بسام، تجلس بالقرب من ابنها تنتظر الفرج من السماء لمساعدته؛ وذلك بعد أن تقطعت بها سُبل الأرض.

لا تكاد تبتعد قليلاً عن ابنها بسام، الذي يعجز عن الحركة بسبب مرض ضمور في الدماغ أصابه وهو بعمر الطفولة، حتى تسارع إلى احتضانه وكأنه ولدٌ صغير يحتاج إلى حنانها دائماً، رغم أنه بلغ عامه 16، ولكن حركة النمو في جسمه متوقفة بسبب المرض الذي حلّ به.

كانت الزيارة إلى هذه الخيمة متعبة، ليس لأنها بعيدة أو تحتاج السير آلاف الأمتار، لكنها متعبة لأنها مليئة بالحزن والهموم والشقاء ما يكفي ويزيد.

“أم بسام” لم تبخل بالحديث، ولكن كانت هناك من يقاطع حديثها بين الحين والآخر؛ عيناها اللتان تذرفان طوال الوقت كانتا السبب في ذلك، كيف لها ألا تبكي وفلذة كبدها يصارع الموت منهكاً ضعيفاً لا يجد من يمدُّ يَد العون لأمه، التي يحاصرها المرض والوحدة من جهة والفقر وقلة الحيلة من جهةٍ أخرى.

وفي مشاهدٍ لن تُنسى، خيمتها لا تكاد تأخذ من اسمها شيء، فهي عبارة عن شوادر ممزّقة، تتخللها أشعة الشمس في فصل الصيف وحبال المطر في فصل الشتاء، وما بين الشتاء والصيف تجلب الهموم والأمراض.

أما ملحق الخيمة، فهو مطبخ صغير ملاصق للخيمة الفارغة من جميع متطلبات الحياة اليومية، وهو عبارة عن عازل بلاستيكي صغير لايتسع لشخصين معاً، وتتوزع داخله طنجرتين وعدد من الصحون الصغيرة القديمة.

لامعيل لأم بسام إلا الله، فاليوم الذي تجد فيه من يوصلها إلى المستشفى لعلاج ابنها هو يومٌ عظيم، ولكنها في معظم الأوقات تحمله على ظهرها مسافة 3 كيلومترات، هذه المسافة التي تفصل خيمتها عن مشفى قاح، فترتاح على قارعة الطريق عندما تشعر بألم رجليها وتعاود المسير حتى تصل بوابة المشفى منهكةً من التعب.

أما المعضلة الأكبر، فهي تأمين ثمن الحفضات والدواء لبسام، فهي لاتستطيع تأمين 1000 ليرة سورية، وغالباً ما تلجأ إلى أقارب زوجها المتوفي أو جيرانها لتستدين منهم بضع ليرات لتأمين احتياجات ابنها المعاق.