“خشي إزعاج أهله” بعدما نسي المفتاح..فتكلّف أحمد حياته تاركاً طفلة وحزناً!!

أنهى عمله، عاد أدراجه إلى منزله بعدما اصطحب زوجته وطفلته من منزل أهلها، وما إن وصل، حتى فوجئ بأنه نسي المفتاح في الداخل، ولأنه لا يريد إيقاظ أهله الذين يسكنون في ذات المبنى، قرر أن يدخل إلى بيته عبر النزول عن السطح، فكانت الكارثة بانتظاره… هو أحمد ترحيني ابن بلدة عبّا الجنوبية الذي فارق الحياة اليوم في حادث مأسوي صدم كل من عرفه.

زلّة قدم قاتلة

عند الساعة الثالثة من صباح اليوم حلّت المصيبة على البلدة الجنوبية. ووفق ما شرح قريب الضحية : “كان أحمد يعمل في أحد المطاعم، أنهى عمله، مرّ الى منزل أهل زوجته ليصطحبها وطفلته وأكمل طريقه إلى بيته لكنه لم يعثر على المفتاح ليدخله، رفض أن يوقظ أهله لأخذ المفتاح، وفضّل أن ينزل عن السطح كونه يسكن في الطبقة الثالثة والأخيرة من المبنى، (مع العلم أن المبنى مؤلف من ثلاث طبقات في الجهة الأمامية وأربع طبقات في الجهة الخلفية) وإذ بقدمه تزلّ، ليسقط عن علوّ أربع طبقات ويفارق الحياة على الفور”. وأضاف: “نُقل ابن الاثنين والثلاثين ربيعاً الى مستشفى راغب حرب جسداً بلا روح، فووري في الثرى اليوم وسط حزن عميق، وقد فتحت القوى الأمنية تحقيقاً بالحادث”.

“زفاف” الوداع

“لم تكد تمر سنوات قليلة على فرحة والدي أحمد وأشقائه الثلاثة وشقيقته بزفّه عريساً، حتى أُجبروا اليوم على زفّه إلى مثواه الأخير”، بحسب ما قال قريب الضحية عباس ترحيني قبل أن يتابع: “لم يصدّق أحد بدايةً أن الشاب الآدمي والهادئ الذي عُرف بأخلاقه الحميدة، فارقنا من دون عودة”. لافتاً إلى أنه “كان عصامياً، أسس نفسه بنفسه، عمل بداية في محل لحوم يمتلكه والده، ومن ثم في مطعم لتأمين حياة كريمة لعائلته. فقد فعل كل ما في وسعه لإسعاد مَن حوله، وخير دليل على ذلك أنه فضّل المخاطرة بروحه على إزعاج أهله، هذا قضاء الله وقدره. كُتب عليه أن يكون مروره على الأرض لسنوات قصيرة، إلا أنه استطاع خلالها أن يترك أطيب الأثر”.

المصدر:النهار اللبنانية