منشد الثـ.ـورة وحارسها.. عبدالباسط السـ.ـاروت ومعلومات لا يعرفها معظم السوريين عنه

سوشال-متابعة

منشد الثـ.ـورة وحارسها.. عبدالباسط السـ.ـاروت ومعلومات لا يعرفها معظم السوريين عنه

منذ ولادتها عشـ.ـق عبد الباسط الساروت الثورة السورية غنى لها وأنشد.

زهد الدنيا من أجلها وتمنى المـ.ـوت في كل واقعة كان يواجهها طوال ثماني سنوات مضت، وهو ما تؤكده أناشيده التي يرددها السوريون المناهضون للنظام السوري

وينتشون بكلماتها التي تعود بهم إلى المظاهرات الأولى والحشود التي كانت تشهدها من جميع الفئات العمرية كبارًا وصغار.

لم يتوقف الساروت رغم الأحداث المخـ.ـيبة التي عصفت بالثـ.ـورة السورية، واصل العمل فيها بصمت مبتعدًا عن الإعلام وعن العالم الافتراضي الذي بات مسـ.ـرحًا واسعًا لمحللين و”ثورجيين” وقياديين مازالوا يروجون لأنـ.ـفسهم حتى اليوم.

ارتدى الساروت ثوبًا خاصًا به وتمنى أن يز.ف به شـ.ـهيدًا، آمن بشكل مطلق بالثـ.ـورة السورية وبمدينته حمص التي غنى لها

“لأجل عيونك يا حمص نقدم الأرواح، نتشـ.ـابك بالأيادي ونداوي الجـ.ـراح، يا حمصي يالله نادي خلي حمص ترتاح”، وأوصى أمه في إحدى أناشـ.ـيده بتقبـ.ـيل أخوته الذين قـ.ـتلوا في أولى أحداث الثـ.ـورة في أثناء حصـ.ـار مدينة حمص وأحيـ.ـائها القديمة.

على دراجة نـ.ـارية خرج الساروت، في تسجيل مصور، من مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي أنشد لحمص وللغوطة الشرقية ولمدينة داريا وأكد على حق العودة إليها

وهي مناطق سيطر عليها النظام السوري بعد معـ.ـارك مع المعارضة، معتبرًا أن أي شخص يقـ.ـاتل في منطقة ما من أجل أهلها يتمسك بها ويدافع عنها ويحبها.

توفـ.ـي الساروت الملقب بـ “ـحـ.ـارس الثـ.ـورة السورية” و”بلبل الثـ.ـورة” بعيدًا عن مدينته حمص، على جبهـ.ـات ريف حماة الشمالي في أُثناء مشاركته بالمعـ.ـارك التي أطـ.ـلقتها فصائل المعارضة ضـ.ـد قوات الأسد.

ورغم تحوله للعمل العسـ.ـكري إلى جانب فصيل “جيـ.ـش العـ.ـزة”، إلا أن الرمزية التي وسم بها بالثورة لم تسقـ.ـط عنه، وزاد منها “عمله العسـ.ـكري الصادق” الذي لم تشـ.ـوبه شائبة، بشهادة أهالي ريف حماة ومحافظة إدلب، والمقـ.ـاتلين الذين كانوا يرافقونه في المعـ.ـارك.

ينحـ.ـدر الساروت (من مواليد 1992) من حي البياضة في مدينة حمص، وكان يشغـ.ـل قبل أحداث الثـ.ـورة السورية حارس نادي الكرامة السوري ومنتخب سوريا للشباب

وقد فاز بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا، ويعتبر من أبرز قادة المظاهرات السلمية المناهـ.ـضة للنظام السوري والتي خرجت عام 2011 وطالبت بإسقـ.ـاط بشار الأسد.

منذ بداية أحداث الثورة شارك السـ.ـاروت بالمظاهرات وبرز اسمه، وتحولت هـ.ـتافاته إلى أناشيد مثل “جنـ.ـة يا وطنا”، “يا يما توب جديد”، “حانـ.ـن للحرية”، وإثر ذلك لقب بـ “بلـ.ـبل الثـ.ـورة السورية” وحارسها.

بعد قيادته للمظاهرات السلمية انتقل السـ.ـاروت إلى مرحلة ثانية هي العمل العسـ.ـكري، وأسس كتيبة “شهـ.ـداء البياضة”، التي خاضت معـ.ـارك ضد قوات الأسد والميـ.ـلشيات المساندة لها في أثناء اقتحـ.ـامها لأحياء حمص القديمة وحيي دير بعلبة والبياضة.

بعد معركة عرفت باسم “معـ.ـركة المطاحن”، والتي خـ.ـسرت فيها الكتيبة 60 من خيرة مقـ.ـاتليها في نهاية عام 2014، خرج السـ.ـاروت مع مقـ.ـاتلي المعارضة من مدينة حمص إلى ريفها الشمالي، بموجب اتفاق فك الحصـ.ـار الذي وقع بين المقـ.ـاتلين والنظام.

نعـ.ـى الساروت في “معـ.ـركة المطاحن” شقيقيه أحمد وعبد الله، اللذين شاركا في معـ.ـركة فك الحصار، بعد أن كان قد ودع شقيقين آخرين له، وليد الذي قتـ.ـل في أواخر عام 2011 ومحمد الذي قـ.ـتل في مطلع عام 2013.

اتهـ.ـم السـ.ـاروت بمبايعة تنظـ.ـيم “الدولة الإسـ.ـلامية”، لكنه نشر تسجيـ.ـلًا مصورًا في تشرين الثاني 2015 قال فيه، “نحن كتيبة شـ.ـهداء البياضة لا ننتمي لأي فـ.ـصيل ولا ننتمي لأي مجـ.ـلس ولا ننتمي للائتلاف ولا ننتمي لأي تنظيـ.ـم ولا ننتمي لأحد (…) هدف هذا التشكيل مقـ.ـاتلة النظـ.ـام حتى آخر قطرة د.م”.

كسب عبد الباسط قلـ.ـوب السوريين بتصـ.ـريحاته العفـ.ـوية وبساطته وبسمته الدائمة التي كان يملكها في أصعب الظروف، واستطاع بإيمانه العميـ.ـق وأمله أن يجعل السوريين يهتفـ.ـون بأناشيده في كل ظرف يتردد فيه ذكره.

شغل الساروت  قائد “لواء حمص العدية” التابع لـ “جيش العزة”، وهو مخطط عسـ.ـكري ومقـ.ـاتل ضمن صفوف “العزة” التابع للجـ.ـيش الحر، إلى جانب نشاطه الإعلامي السابق.

وانضم الساروت في كانون الثاني 2018، إلى فصيل “جيش العزة”، وشارك في العديد من المعـ.ـارك، إلى جانب مشاركته بمظاهرات سلمية وغيرها من النشاطات.

فقدت الثـ.ـورة السورية بوفـ.ـاة السـ.ـاروت رمزًا من رموزها، إلا أن مقولة “شـ.ـهيدنا لا ما مـ.ـات زغردوله يالبنات (…) يا يما جيتـ.ـك شهـ.ـيد بتوب العيد والجنة بيتي الـ.ـجديد” ما تزال خالدة.
عنب بلدي

– فلسطينيون ينـ.ـعون السـ.ـاروت
لم تكن إحياء ذكرى رحيل السـ.ـاروت حكراً على السوريين فقط، فقد شارك عدد من النشطاء والمغردين الفلسطيين بإحيائها واستعادوا تداول مقاطع مصورة توثق أشعار وأناشيد السـ.ـاروت للقـ.ـدس وللفلسطين.

وقالت إحدى المغردات: “كانت فلسطين ترافق عبد الباسط الساروت فعد لها شعراً.. الثـ.ـورات كانت من الممكن أن تكون أملاً يسفر الطريق للأمة فأطوفئ من أكبر عقباتها (خذلان) مِن مَن أدعى أنه منها خوفاً منها”.

وكتب حساب يحمل اسم “أحلام فلسطين”، قائلاً: “رحـ.ـل من عاش في جـ.ـحيم الوطن.. وهو يُنشد لنا (جنة)”.