ألعبت نظاماً كاملاً على أصابعها.. ووصلت لبشار وزوجة ماهر الأسد وخدعت أبرز رموز النظام.. قصة ميسون بيرقدار (وسام الحرة)

ميسـون بيرقــدار 45 عاماً، الأسماء الحـ.ـركية “وسام قتابي“، “وسـام الحـرة“، “أمّ البسكليت“.

تُعتبرُ من أوائل الثوار, معارضـة سـورية.تعيش في ألمانيا برلين, أوجعـ.ـت نظام الأسد باتصالاتها حتى وصلت لمكتب بشار الأسد شخـ.ـصياً

في الحديث عن ميسون بيرقدار أو كما تعرف بـ (الحرة وسام)، لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف طويلا أمام السبب الحقيقي الذي يدفع بها إلى مواصلة مشوارها المحـ.ـفوف بالمخـ.ـاطر، لكن بمجرد الحديث معها تكتشف أن إيمانها بعدالة قـ.ـضية الثورة السورية هو السبب الوحيد الذي يقف وراء ذلك.

«يلعن روحك يا حافظ» عبارة تحرص بيرقدار على قولها في المئات إن لم نقل الآلاف من الاتصالات المسـ.ـجلة والمحـ.ـملة على شبكة النت، التي أجرتها مع شخصيات موالية للنظام سورية، ولبنانية، ومصـ.ـرية وغيرها، على مدار عمر الثورة السورية، نجحت في استدراجهم أحيانا، وفـ.ـشلت في أحيان أخرى.

كانت بيرقدار العضو في الرابطة السورية للمغتربين في ألمانيا تشـ.ـتهي الثورة قبل أن تتكـ.ـفل أصابع أطفال درعا بتفجيـ.ـرها،

بحسب حديث لها لموقع عربي 21 تقول
«بمجرد بدء الاحتـ.ـجاجات في سوريا، اخـ.ـترت الوقوف إلى جانب هذه الجمـ.ـوع التي طالبت بحريتها، وعلى الفور بدأت العـ.ـلاقات تتوتر بيني وبين بعض الأسماء في الرابطة، وحينها صارت عندي قناعة حتمية بأن مشـ.ـوارنا طويل».

وتواصل «لست نـ.ـادمة على شيء فعـ.ـلته، لأني لم أقصـ.ـد التشهـ.ـير يوما بشخـ.ـص موال للنظام لمـ.ـجرد شخصـ.ـه، وإنما كان هـ.ـدفي التشهير بتأييده لنـ.ـظام قتـ.ـل شعـ.ـبه، ليسوا أحـ.ـرارا في قتـ.ـل الشعب السوري، لو كان خـ.ـلافنا معهم سـ.ـياسيا دون د.ماء، لكنت عـ.ـذرت موقفهم، لكن هنا الموضوع مختلف، هنا هم قول واحد مع قتـ.ـلنا، مع دمـ.ـار بيوتنا».

لكن إلى أي مدى خدم ما تقدمينه الثورة، تجيب بيرقدار دون تردد: «إن لم أقدم عبر كل هذه الاتصالات شيئا إلا فضـ.ـح هؤلاء على رؤوس الأشهـ.ـاد فهذا يكفي، فضـ.ـحت مواقف أغلب الشخت.ـصيات المؤيدة،

وقلت للعالم كله خـ.ـلافنا مع هؤلاء هو خلاف مع الأخلاق والرو.ح الإقصائية التي تسيـ.ـطر عليهم، ودليل ذلك اتصـ.ـالي بطريقة محـ.ـترمة مع السـ.ـياسي والمفكـ.ـر الإسـ.ـلامي التونـ.ـسي راشد الغنـ.ـوشي».

وتوضـ.ـح: «حين ادعى حـ.ـزب الله عبر قنـ.ـواته الإعلامية أن المفكـ.ـر راشد الغـ.ـنوشي رفـ.ـض إدراج حزب الله على قائمة المنـ.ـظمات الإرهـ.ـابية، أحببت أن أوضح للعالم أن هذا الرفـ.ـض مغلوط، وحينها اتصلت بالغنـ.ـوشي، وشرح لي حقيقة موقفه».

وتردف: «حصل كل ذلك بعلم السـ.ـلطات الألمانية، وأبعد من ذلك وافقت السلـ.ـطات الألمانية على لم شمـ.ـلي بأبي، وخصوصا بعد أن قتـ.ـل النظام شـ.ـقيقي الوحيد انتـ.ـقاما مني فقط»، وتوجه بيرقدار حديثها للمنتقدين لعملها: «يكفي أن اسمي صار مخـ.ـيفا لكل رموز النظام، يكفيني كم التهـ.ـديدات التي تطالني يوميا هنا في الأراضي الألمانية».

وعلى ذكر التهـ.ـديدات التي تطالها توضح بيرقدار: «كان جورج وسوف هو الأكثر عـ.ـدائية من بين كل من أجريت معهم اتصالا هاتفيا، فور اتصالي به حينـ.ـها، بدأت التهـ.ـديدات بالقـ.ـتل تطالني،

اضـ.ـطررت على إثرها لاتخاذ تدابير احـ.ـترازية، وأقفلت الهاتف، لكن مع ذلك لست خـ.ـائفة، وأنا أستغرب من عـ.ـدم خـ.ـوفي هذا»؛ وتضـ.ـيف: «جورج وسوف سلطـ.ـان من شـ.ـبح الأسد، حتى أكثر من زوجة الأسد، مع أن غالبية السوريين كانوا يحـ.ـبون فنه، ولم يكن لها مشكلة معه».

وتكشف بيرقدار عن عدم نشرها لاتصالات كانت قد أجرتها مع شخصيات موالية للنظام، حرصا منها على عدم التشـ.ـهير بأشخاص لا يمتلكـ.ـون الخيرة من أمرهم، على حد تعبيرها، وتوضح: «لقد أجـ.ـريت اتصالا مع الفنان سليـ.ـم صبري، ولم أقـ.ـم بنشره، لأني أدرك تمام الإدراك أن هذا الفنان ليس مـ.ـواليا للنظام».

وردا على سؤالٍ حول الكيفـ.ـية التي تستطيع فيها بيرقدار الحصول على أرقام الهواتف الشخصية لشخصيات مقربة من النظام، أو من الدائرة الضيقة المحيطة بالأخير، أكدت أن كشـ.ـف هذا «السر» متـ.ـروك للأيام القادمة،

لكنها ألمحـ.ـت إلى تعاون شخصيات من الدائرة الضيقة المحيـ.ـطة بالأسد معها، وأردفت: «لكني فشـ.ـلت في الاتصال مع أسماء الأسد، لأن محـ.ـاولاتي كانت دون جـ.ـدوى».

لم تغـ.ـفل بيرقدار مساعدة الشعب السوري بكل فرصة أتيحت لها وتختم حديثها معربة عن رـضاها مما وصلت إليه الثورة، رافـ.ـضة الحديث عن فـ.ـشل الثورة لأن المجـ.ـتمع الدولي خـ.ـذل هذا الشـ.ـعب المظـ.ـلوم.

استطاعت ميسون أن تقلد جميع اللهجـ.ـات، وأن تخرج ما في صدور الكثيرين ممن يساندون النظام بوحـ.ـشيته وإجـ.ـرامه، بل وصل بها الأمر لأن تتت.ـلقى تهـ.ـديدات مباشرة بعد اكتشـ.ـافهم لهـ.ـويتها،

فأثناء مكالمة كانت تجريها مع مضـ.ـر الأسد ابن عم بشار الأسد، يقول لها “ما المشكلة في أن نبيـ.ـد عشرة مليون سـ.ـني”، ثم تبدأ ميسون بنعـ.ـته بالطـ.ـائفية والإجـ.ـرام حتى لجأ إلى تهـ.ـديدها بأنه سيـ.ـنتقم من أحد أقاربها السنة ممن يعنيـ.ـها أمره بعد شـ.ـكه بمن تكون “ميسون”.

امرأة بألف رجل
توشـ.ـحت بعلم الثورة، غير آبـ.ـهة بتهـ.ـديدات الشبيـ.ـحة لها بالقـ.ـتل انتقـ.ـاماً من نشاطها السلمي الذي أقـ.ـض مضـ.ـجع النظام، وآخرها سيل من التهـ.ـديدات

وإحداها كما تروي لـ”زمان الوصل” من رقم “وسوف” ذاته وبعضها من أرقام أوكرانية وأخرى وهمية دون اتصال، وتضمنت التهـ.ـديدات عبارات وألفاظ بذيـ.ـئة مما دعاها لتقديم بـ.ـلاغ إلى البوليـ.ـس الألماني الذي لم يكتـ.ـف بتحرير ضبـ.ـط رسمي بل استـ.ـعان بالمخابرات الألمانية التي استخـ.ـرجت المكالمات الواردة على هـ.ـاتفها وإحداها حمل تهـ.ـديداً مباشراً بالقـ.ـتل.

كانت بداية “وسام الحرة” في النشاط الثوري منذ الأسابيع الأولى للثورة وآنذاك كانت تدخل إلى غرفة ” البالتوك” وتعبر بجرأة عن موقفها من النظام وتأييدها لثورات الربيع العربي.

ولم تكشف عن اسمها ولكنها كانت تدخل إلى هذه الغرفة بصوتها وتعلن عن وجودها في ألمانيا، وكشفت محدثتنا أن الصـ.ـحفي المدعو “رفيق لطف” كان يسجل كل مداخـ.ـلاتها ومداخـ.ـلات غيرها من المعـ.ـارضين آنذاك ويبثها في برنامج “كشف المسـ.ـتور” على قناة “الدنيا” واصـ.ـفاً غـ.ـرف “البالتوك” بأنها “جزء من المؤامـ.ـرة الكونية على سوريا”.

منذ ذلك الحين دخلت “وسام الحرة” على خط الصـ.ـدام المباشر مع النظام وإزعاج رموزه وأبواقه الإعلامية والفنية ومن هؤلاء “طالب ابراهيم” وسفير النظام السابق في الأردن “بهـ.ـجت سلـ.ـيمان” الذي أعلن عن اسـ.ـتعداده لدفع مبلغ 5 مليون ليرة سورية مقابل إحضارها حـ.ـية أو ميـ.ـتة عام 2012.

دفعت “ميسون بيرقدار” ثمن معـ.ـارضتها لنظام الأسد غالياً إذ قتـ.ـل الشبـ.ـيحة شقـ.ـيقها “مازن بيرقدار” في منزله رغم أنه لم يكن معـ.ـارضاً لهذا النظام،

وروت أن عدداً من عـ.ـناصر أحد فروع الأمـ.ـن طـ.ـرقوا باب منزله بحي المهاجرين- شمـ.ـسية بدمشق بتاريخ في 28 /9 / 2014 وفتح لهم الباب معتـ.ـقداً أن الطارق هو ابنه الذي كان على موعد وصوله.

وتردف أن الشـ.ـبيحة “دخلوا إلى المنزل عنوة وأطـ.ـلقوا النـ.ـار على رأس شـ.ـقيقي من الخلف، وبعد دقائق حـ.ـضر ابنه فوجد باب المنزل مفتوحاً ووالده مضت.ـرجاً ب.دمائه”.

من قصصها
كان لدينا غرفة للمحادثات الجماعية يكون فيها معارضون سياسيون منفيون واستقلاليون، ومن بين من كان في هذه الغرف الإعلامي رفيق لطف،

كنت قد دخلت إلى هذه الغرفة باسم وسام، وقلت يومها على هذه الغرفة “أن الناس كسـ.ـرت جدار الخـ.ـوف وبدأت تخرج من قوقعتها، في هذه الأثناء بدأ الناس في الغرفة يكثرون وبات رفيق لطف الذي كان داخلاً باسم مستـ.ـعار عنت.ـصراً للمخـ.ـابرات ينقل تحـ.ـركاتنا وكلامنا،

وكنا على علم بأنه موجود بيننا، فقلت يومها على الملأ “أتحداك يا رفيق لطف أن تسجل لي ما أتكلم”، وبالفعل سجل حديثي مع رياض الأسعد، وبدأ ينشر ذلك ضمن برنامج يعـ.ـرض على قناة الدنيا ما أسماها بالتسـ.ـريبات ضمن برنامج الغـ.ـرف السوداء، وسابقاً كان قد نشر التسـ.ـريبات على الإذاعة”.

الحياة الشخصية
وكشفت الناشطة السورية أن شقـ.ـيقها “لم يكن ناشطاً سياسياً، ولم يمارس أي نشاط في الثورة”، مشيرة إلى أن “مخابرات النظام اسـ.ـتدعته في العام 2011 وأجبـ.ـرته على التـ.ـبرؤ منها بعد أن أسمـ.ـعوه سـ.ـيلاً من الكلام البـ.ـذيء بحقها.

وتتابع “بيرقدار” أن شقيقها “كان يضع علم النظام على صدره لدى نزوله من المنزل لخـ.ـوفه من الشبيـ.ـحة وتحـ.ـاشي انتقـ.ـامهم منه على خلفية صلتـ.ـه بي”.

ولفتت بيرقدار إلى أنها تبذل مجهوداً لا يُسـ.ـتهان به قبل وأثناء الاتصال بالشـ.ـبيحة” مشيرة إلى أنها اتصـ.ـلت مع”دريد لحام” الذي تمكنت من خـ.ـداعه 7 مرات، و”بسام كوسا” الذي تمكن من اكتـ.ـشافها في إحدى المرات ولكنها خدعـ.ـته بتغيير لهجـ.ـتها إلى المصرية، وبشار الجعفري الذي خدعـ.ـته 5 مرات بلهـ.ـجات عدة.

تعـ.ـيش “ميسون بيرقدار” وهي من مواليد دمشق 1966 في ألمانيا منذ 22 عاماً ورفضت سفارة النظام هناك تجديد جواز سفرها مرتين بناء على إيعاز من سلـ.ـطة النظام في الداخل.

تعلق “بيرقدار” أن موظفة السفارة قالت لها إن الرفض من سوريا دون ذكر الأسباب”، ولدى اتصالها بدائرة الهجرة والجوازات في دمشق فوجئت كما تقول- بالموظف يقول إن عليها أن تعود إلى سوريا لتسـ.ـوية وضعها ودراسة احـ.ـتمال تجديد جوازها من عـ.ـدمه”.

تؤكد  “وسام الحرة” عن استمرارها بدعـ.ـم الثورة السورية لأن هذه الأمر بـ.ـمثابة مبدأ ولن تتنـ.ـازل عنه، مشيرة إلى أن لكل إنسان دورا في الحيـ.ـاة وهذا النشاط الذي تفتـ.ـخر فيه هو كل ما تستطيع القيام به اليوم، وإذا حصل السوريون على حـ.ـريتهم وتطلب الأمر أن تكون مسؤولة عن تربيـ.ـة الأيـ.ـتام وأبناء الشـ.ـهداء -كما تقول- فلن تتـ.ـوانى عن التـ.ـطوع للقيام بهذا الدور.