أقر السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد بارتكـ.ـاب إدارة الرئيس باراك أوباما أخطاء كبيرة في ما يتعلق بالملف السوري.
وركز في الجزء الأول من المقال على الناشطة الحقوقية رزان زيتونة المختفية منذ ست سنوات، كاشفاً عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بها في دمشق عام 2011 وكيف كانت واثقة من أن النظام لن يقبل بتقديم أي تنازل أو خوض أي حوار جدي مع المعارضة.
عندها لا بد أن تستـ.ـولي “جبـ.ـهة النصـ.ـرة” على حلب وإدلب ووسط البلاد كما استولت على المنطقة الشرقية (دير الزور والرقة)، إلا أن الرئيس أوباما لم يكن يرغب بتقديم السلاح
وكل ما حدث أنه بعد تسلم جون كيري حقيبة الخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون، وافق البيت الأبيض تحت الحاح الوزير الجديد، على تقديم مساعدات غير فتاكة، فتوصلنا حينذاك إلى أن ذلك أفضل من لا شيء”.
وقد اعتبر في مقاله أنه “من الخصال الطيبة التي يتمتع بها العكيدي أنه لم يعبر عن خيبة أمله وإحباطه” من هذه الشحنة التي تم نقلها إلى أحد المخازن، بينما وافق فورد على تناول كوب من الشاي في مقر إدارة المعبر الخاضع لسيطرة الجيش الحر
تلبية لدعوة العكيدي، وعلى عكس ما يسمح به البرتوكول، على اعتبار أنه يدخل الأراضي السورية بطريقة غير شرعية.
بينما كان بالإمكان التخلص من الطرفين على يد الجيش الحر الذي كان يخوض معارك شجاعة ويحقق انتصارات كبيرة رغم كل النقص الذي كان يعانيه على صعيد التمويل والتدريب والتسليح، وهو ما كنا نأمل من الولايات المتحدة مساعدتنا فيه”.
لذلك اعتبرنا أنها ربما تكون خطوة أولى على طريق رفع واشنطن الفيتو المفروض على تسليح الجيش الحر، فالولايات المتحدة لم تكتف وقتها بعدم دعم فصائل المعارضة الوطنية، بل ومنعت الآخرين من القيام بهذا الأمر عندما كانوا يرغبون
ولذا فقد أردنا عدم اغلاق الأبواب نهائياً لأن ذلك ما كان يريده أوباما الذي كان كل همه منصباً على انجاز الاتفاق النووي مع إيران”.
“في مطلع شهر آب/أغسطس 2014، وصلتني تقارير تفيد بسقوط قاعدة منغ مع صور للعكيدي وهو يقف بجانب قائد من تنظيم الدولة، هو أبو جندل المصري، ليحتفلا بالسيطرة على تلك القاعدة العسكرية”.
ويضيف: “تواصلت مع العكيدي عبر الهاتف وهو في حلب وأخبرته بأن هذا النوع من التعاون من شأنه أن يضر بسمعة الجيش السوري الحر بشكل كبير في واشنطن وغيرها، عندها انفجر العكيدي -حسب فورد- وأخذ يطلق الشـ.ـتائم، بيد أن لغتي العربية لم تكن جيدة بما يكفي لألتـ.ـقط التفاصيل وأفهم كل ما يقول.
لكن كان واضحاً من تقـ.ـريعه الصـ.ـارخ بأنه خاض قـ.ـتالاً ضـ.ـارياً ضـ.ـد قوات النظام، وبأن الأميركيين لم يقدموا أي مساعدة.
كما لا يمكن اعتبار الوجبات الجاهزة التي قدمتها الولايات المتحدة بأنها دعم، وقال لي بشكل مباشر: إذا لم يكن الأميركيون على استعداد لتقديم المزيد عندها يتوجب عليهم أن يخـ.ـرسوا”.
ونحن من أطلـ.ـقهم من السجـ.ـون.ما حدث أنه كان هناك مجموعة من لواء المهـ.ـاجرين والانصـ.ـار (الذي انضم إلى تنظـ.ـيم داعـ.ـش لاحقاً) مشاركاً في اقتـ.ـحام مطار منغ.
وبعد انتهاء المعـ.ـركة التقطنا مجموعة صور لم أكن لأدقـ.ـق من يقف فيها حولي، وحتى هذا الشخص لم أعرف اسمه إلا بعد أن أخبرني فورد أنه أبو جـ.ـندل المصري
لذلك انفـ.ـجرت بشـ.ـدة وطلبت منه ابـ.ـلاغ رؤسائه أنه إذا لم يكونوا مستعدين لدعـ.ـمنا فليتركونا نتـ.ـصرف بالطريقة التي نرى أنها الأفضل أو الأقل ضـ.ـرراً.
بمواجـ.ـهة الواقع الذي كان يزداد خـ.ـطورة من حولنا كجـ.ـيش حر مع تنامي قـ.ـوة وتزايد عدد مقـ.ـاتلي الفصائل المتطـ.ـرفة التي كانت تمتلك أموالاً وسـ.ـلاحاً أكثر بما لا يقـ.ـارن منا”.
وفي الوقت نفسه لم يستبعد أن يكون توقيت نشره مرتبط بالانتخـ.ـابات الرئاسية الأميركية، لكن الأهم -من وجهة نظر العكيدي- أنه يؤكد أن المعارضة المدنية والعسـ.ـكرية كانت تمتلك ومنذ وقت مبكر الرؤية الدقيقة لمسـ.ـتقبل الوضع في سوريا بحال لم يتدخل العالم للمساعدة في تغيير النظام.
المصدر: موقع المدن