حسن نصر الله في مـ.ـأزق حقيقي وهذا ما سيحدث!!

سوشال-متابعة فريق التحرير
حسن نصر الله في مأزق حقيقي

اعتدتُ مع عدد من الأصدقاء، سـ.ـياسيين ومحللين وصحافيين، أن نتوسّل ما يردنا من معلومات، سواء من مصادر خاصة أم من المصادر المفتوحة، لنضع توقـ.ـعات مبنية على التحليل، لما ستكون عليه الأمور في المستـ.ـقبل القريب.

في الأيّام الأخيرة الماضية، توصّلنا الى قـ.ـناعة مشتركة بأنّ “حـ.ـزب الله” لم يمر، منذ نشأته حتى اليوم، بمـ.ـأزق وجداني وطنـ.ـي وإقليمي، كالذي يختبره حالياً، ولكن اختلفنا حول الخطوات التي يمكن أن يتخذها الحـ.ـزب، لتجاوز هذا المـ.ـأزق.

قبل استعراض السيناريوهات التي يمكن للحـ.ـزب اعتمادها، من أين جاءت هذه القـ.ـناعة بأنّ الحـ.ـزب الذي يسيـ.ـطر على لبنان ومؤسساته، هو فعلاً، في مـ.ـأزق؟

الحـ.ـرب الناعمة
من الواضح، أنّ “حـ.ـزب الله” قد مًـ.ـني بخـ.ـسائر فادحـ.ـة فيما يسمّـ.ـيه “الحـ.ـرب الناعمة”.

وعليه، فإنّ “حـ.ـزب الله” يعيـ.ـش، حالياً، في ظـ.ـل حالة إعلامية معادية غير مسبوقة، سواء في الإعلام اللبناني أم العربي أم العالمي، في ظل قـ.ـناعة تتـ.ـرسّخ، يوماً بعد يوم، بأنّه مـتـ.ـورّط، بشكل كبير، في إيصال لبنان الى الحالة المأسـ.ـاوية التي يمر بها.

ولم تعد وسائل الإعلام التابعة مباشرة أو غير مباشرة للحـ.ـزب قادرة على إقناع الرأي العام بالبروبغندا التي يرغـ.ـب الحـ.ـزب بها.

كما أنّ وسائل التواصل الاجتماعي، لم تصل، يوماً، إلى حالة من التعـ.ـبئة المعـ.ـادية لـ”حـ.ـزب الله”، كما وصلت إليه حالياً، بحيث بات “الجـ.ـيش الإلكتروني” الذي سبق وشكّله الحـ.ـزب، بدعم مباشر من أمـ.ـينه العام حـ.ـسن  نصـ.ـرالله، عاجـ.ـزاً عن مواجـ.ـهة النقمة التي تواجـ.ـهه، بحيث ارتـ.ـدّت الشـ.ـتائم والاتهـ.ـامات التي يوجـ.ـهها لمعـ.ـارضيه، عليه.

في حين أن خطـ.ـابات نصرالله، بعدما كانت تستقـ.ـطب جمهوراً واسعاً، أصبحت بلا جـ.ـاذبية، وتنتظرها التعليقات السـ.ـلبية هنا والسـ.ـاخرة هناك والتي تفوق بأضعاف تعليقات المؤيـ.ـدين والمريدين.ـ

العـ.ـداء لإسرائيل
في هذا الوقت، خـ.ـسر “حـ.ـزب الله” الملف الذي كان يجيد استعماله سابقاً، أي العـ.ـداء لإسرائيل.

صحيح أنّ إسـ.ـرائيل لا تزال بنـ.ـظر كثير من اللبنانيين عدوّاً، إلا أنّ غالبية هؤلاء لم تعد ترى أن “حـ.ـزب الله” هو المؤهل للتـ.ـصدّي لهذا العـ.ـدو، بل تعتبر أن هذا الحـ.ـزب يتوسّـ.ـل عـ.ـداءه لإسرائيل، من أجل تبت.ـرير احتفـ.ـاظه بسـ.ـلاحه غير الشـ.ـرعي الذي يستـ.ـعمله، ولو من باب التلويح في غالبية الأحيان، في بسط سطـ.ـوته على الداخل اللبناني.

في اعتقاد هؤلاء أنّ “حـ.ـزب الله”، في ظل الإكثار من شعارات العـ.ـداء لإسرائيل، يضع مجهـ.ـوده العسـ.ـكري، حيث يرغب بذلك الحـ.ـرس الثوري الإيراني.

ويجدون أنّ التـ.ـأزيم الأخير على الجبهة الجنوبية لا علاقة له بأعمال المقاومة، إنّما هـ.ـدفه الحصري، تمـ.ـديد قواعد الاشتـ.ـباك المتفق عليها بين الحـ.ـزب وإسرائيل، لتشمل مراكز الحـ.ـرس الثوري الإيراني في سوريا التي تتعـ.ـرّض لغـ.ـارات إسرائيلية موجـ.ـعة.

وينشر “حـ.ـزب الله” مقـ.ـاتليه مع “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، ويريد أن يرد من لبنان على إسرائيل، إن قتـ.ـلت له عنـ.ـصراً، في سوريا.

وقاعدة الرد على إسرائيل على عمل حصل في سوريا، ترتد بذاتها على “حـ.ـزب الله”، لأنّه بذلك يورّ.ط لبنان في التعقـ.ـيدات المكلفة لما يحصل في سوريا.

ويعتقد كثير من اللبنانيين أنّ “حـ.ـزب الله” يقحـ.ـم لبنان في أجواء حربية، ممّا يضـ.ـاعف مآسـ.ـيه المالية والاقتصادية والاجتماعية، من أجل خدمة إيران، لا أكثر ولا أقل.

“محكـ.ـمة عيّاش”
على الرغم من أن الحـ.ـكم الذي أصـ.ـدرته غرفة الدرجة الأولى في المحـ.ـكمة الخاصة بلبنان أتى ضـ.ـد المتـ.ـهم سليم عيّاش دون غيره ومن دون وصله جنـ.ـائياً بالجهة الحـ.ـزبية التي ينتـ.ـسب إليها، إلّا أنّ الرأي العام رفـ.ـض كل فصل بين عيّاش و”حـ.ـزب الله”، انطلاقا من حيثيات كثيرة، تبدأ بمنطق الأمور إذ إن عيّاش- وهو متهـ.ـم أيضاً بملفات اغتـ.ـيال جورج حاوي

ومحاولتي اغـ.ـتيال الياس المر ومروان حماده- لا يملك من دون دعـ.ـم الحـ.ـزب قدرة على تنفيذ جـ.ـريمة بهذا الحـ.ـجم، مروراً بتأكيد المحـ.ـكمة التي شكت من غياب الأدلة الاتهـ.ـامية، أنّ للحـ.ـزب كما للنظام السوري مصـ.ـلحة في تصـ.ـفية الحريري، وصولاً الى توفير “حـ.ـزب الله” الحـ.ـماية الكاملة لعيّـ.ـاش تحت شعار “كل يد تمتد إليه تُقـ.ـطع”.

وتحوّل هذا الحـ.ـكم الى عـ.ـبء معنوي إضافي على الـحـ.ـزب، ممّا رفع من منسوب الغضـ.ـب الشـ.ـعبي عليه وعلى الأدوار التي يلعبها في لبنان.

البطـ.ـريرك الراعي
ولم يكن ينقـ.ـص “حـ.ـزب الله” سوى خروج البطريرك الماروني بشارة الراعي الى المواجـ.ـهة تحت عـ.ـنوان “حياد لبنان الناشط”.

كان الكاردينال الراعي، حتى أشهر قليلة خلت، مهـ.ـادناً لـ”حـ.ـزب الله” مثله مثل غالبية الطبقة السـ.ـياسية اللبنانية، ولكنّه أمام هول الكـ.ـارثة التي ضـ.ـربت لبنان وأسبابها الفعلية، أعاد بكركي الى حيث يجب أن تكون.

وإعادة تموضع الراعي أزعـ.ـجت “حـ.ـزب الله” الذي أوكّل أمر مواجـ.ـهته الى وسائل إعلام معتمدة منه كما الى صغار مشـ.ـايخه.

وعلى عادة هذا الصنف من الأقلام والأشخاص، لم يكن ثمـ.ـة تهـ.ـمة يمكن اعتـ.ـمادها سوى “العمالة” لإسرائيل والسـ.ـفارات.

والراعي مثله مثل سائر اللبنانيين لم تخـ.ـجله هذه “التهت.ـمة الخـ.ـشبية”، بل بات يردّدها لإدانـ.ـة فئة لا تؤمن بالحـ.ـوار ولا تتعـ.ـاطى مع الطروحات بمنطق نقاشي.

وذهب البطريرك الماروني إلى أبعد من ذلك، فطـ.ـالب الدولة بإزالة الدويلات، وبلم السـ.ـلاح غير الشـ.ـرعي، وبوضع اليد على كل مخـ.ـازن الأسلـ.ـحة والمـ.ـفجرات التي يخشـ.ـى الناس ان تكون متواجـ.ـدة في أحيائهم.

وهذا التطوّر الذي شهـ.ـدته بكركي يُذكّر اللبنانيين بخطوة سبق وأثبتت فاعلت.ـيتها، كان قد اتخـ.ـذها البطـ.ـريرك الراحل الكاردينال نصت.ـرالله صفير، حين دق النـ.ـفير لتحـ.ـرير لبنان من وصـ.ـاية النظام السوري.

ومع تهاوي شعـ.ـبية الرئيس اللبناني ميشال عون، سواء على المستوى الوطني أم على المستوى المسيحي، فإنّ موقف بكركي يُخرج “حـ.ـزب الله” وارتباطاته، كلّياً، من الوجدان المسيحي، في ظل مشاكل كبرى يعاني منها هذا الحـ.ـزب المسلّـ.ـح مع غالبية الشرائح السنية والدرزية، في ظل بدايات تململ بارزة في الوسط الشـ.ـيعي نفسه.

ويأتي موقف بكركي ليزيد صعت.ـوبات “حـ.ـزب الله” في سيت.ـطرته على البلاد، إذ إنّه بدأ يواجه صعـ.ـوبات غير مسبوقة في تشكيل حكـ.ـومات من المكوّنات السـ.ـياسية الوازنة في البلاد، يستعـ.ـملها كواجهة لتُخفي هيـ.ـمنته على المؤسسات الدسـ.ـتورية.

سيناريوهات الرد
هذا غيض من فيض الأسباب التي تسمح باعتبار “حت.ـزب الله” في مت.ـأزق غير مسبوق على الإطلاق.
ولكن، كيف سـ.ـيرد “حزب الله” ليخرج منه؟

إذا كان هناك اتفاق على المـ.ـأزق، وعلى أنّ “حت.ـزب الله” لن يستكين للأمر الواقع، فإن التباينات حول طريقة الرد، سمحت بوضع تصوّرات تقوم على جملة سيناريوهات.

الاغـ.ـتيالات
لا يستبعد البعض، في ضوء تجت.ـربة المرحلة التي سبقت وأعـ.ـقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إمكان لجـ.ـوء “حـ.ـزب الله” الى الاغـ.ـتيالات، على اعتبار أنّ هذا الأسلوب أثبت نجـ.ـاعته في تطويق الاندفاعـ.ـة الست.ـياسية في الاتجـ.ـاهات التي لم يكن راضـ.ـياً عنها، من دون أن يتكبّـ.ـد، من جراء الاتـ.ـهامات التي وجـ.ـهت إليه، أي ثـ.ـمن حقيقي.

ولكن، تبرز إشـ.ـكالات تلغي جـ.ـدوى هذا الأسلوب، ذلك أنّ مشكـ.ـلة “حـ.ـزب الله” ليست مع الطبقة السـ.ـياسية اللبنانية، فهذه الطبقة سبق لها وانضـ.ـبطت، وهي على الرغم من “تفلّت.ـتها النسبي من أمرته”، إلّا أنّها تحـ.ـافظ على قـ.ـواعد صـ.ـارمة في التفاعل ايجـ.ـاباً معه، ملقية اللـ.ـوم، إعلامياً، على جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية وسرّه وخليفته الحـ.ـزبية.

ويعتقد كثيرون بأنّ تصـ.ـفية أي لاعب سياسي على الساحة اللبنانية، حالياً، سوف يحرّر قواعده الشعبية من الضـ.ـوابط التي يفرضـ.ـها عليها، وتالياً، فإنّ العـ.ـداء لـ “ـحـ.ـزب الله” سوف يتضخّـ.ـم وتكون له ترجمات ميدانية وحضانات إقليمية ودولية فاعلة.

حكـ.ـومات القهـ.ـر
وثمـ.ـة من يـ.ـظن بأنّ “حـ.ـزب الله”، في محاولة منه للهـ.ـروب من مـ.ـأزقه، قد يلـ.ـجأ الى رعاية تشكيل حكـ.ـومة من “حكـ.ـومات القـ.ـهر”، ليـ.ـفرض جدول أعماله على الجميع.

إلّا أنّ دون هذا الخيار عوائق كثيرة، وأبرزها الأزمـ.ـة الكـ.ـارثية التي يرزح تحتها لبنان.

صحيح أن “حـ.ـزب الله” لا يطمح الى إعادة لبنان الى ما كان عليه في السابق، لأنّه يتناقض مع تصوّره لبلاد محكت.ـومة بأجـ.ـندته الإيرانية حتى إشعار آخر، إلّا أن الصحيح أكثر أنّ “حت.ـزب الله” لا يستطيع أن يتبنّى حكـ.ـومة من شأنها أن تجـ.ـوّع اللبنانيين، على اعتبار أنّه حتى، ومن أجل إدارة الفـ.ـقر، فلبنان بحاجة الى دعـ.ـم من المجتمع الدولي الذي سيقـ.ـاطع الحكـ.ـومة المتخيّلة أكثر مما قاطـ.ـع الحكـ.ـومة المستقيلة.

الحـ.ـرب مع إسرائيل
ويطل السيناريو الثالث، وهو إمكان ذهاب “حـ.ـزب الله” الى فتح حـ.ـرب مع إسرائيل.

إنّ هذا الاحـ.ـتمال، لا يتعلّق بـ”حت.ـزب الله” حـ.ـصراً، لأنّ له أبعاداً إقليمية وتأثيرات دولية، وتالياً لا بد من أن يتوافق هذا السيناريو مع المصالح الإيرانية، كما مع قدراتها التمويلية.

ولا يبدو أنّ ذلك متوافراً حالياً، فكل ما هو مطلوب من “حـ.ـزب الله” أن يحاول تمـ.ـديد “قواعد الاشتبـ.ـاك” لتشمل تواجده مع “الحـ.ـرس الثـ.ـوري الإيراني” في سوريا.

وهذا يعني أن على الحـ.ـزب أن يكون قـ.ـوة إزعـ.ـاج لإسرائيل وليس قت.ـوة مواجت.ـهة.

الفـ.ـوضى
السيناريو الأخير الذي تمّ التوصل إليه هو “الفـ.ـوضى”، بمعنى أن يلجـ.ـأـ “حت.ـزب الله” الى إتـ.ـاحة المجت.ـال لمنـ.ـاصريه في إثارة غت.ـضب مجموعات سكانية متفرقة، مما يضع لبنان على حافة حـ.ـرب أهليـ.ـة.

وهذا احتمال وارد، ذلك أنّ مسارعة جميع الأطراف السـ.ـياسية الى تجت.ـنّب هذا المسار، يدفعها الى فتح قنوات تفاهم مع الحت.ـزب، حيث يستطيع أن يـ.ـفرض شـ.ـروطه، على اعـ.ـتبار أنّه الطرف الأقوى.

وحيث لا إمكانية لهذا النوع من الفـ.وضى، فيكفي إعادة التلويح بعودة الإرهـ.ـاب، من أجل محاولة ضبـ.ـط الجميع تحت السقت.ـف الذي يرتأه.

بالمحصّلة، ومهما كانت عليه الأمور، فإنّ “حـ.ـزب الله” لديه مروحة واسعة من الخـ.ـيارات، ولكنها جميعها، في ظت.ـل تهـ.ـاوي منظـ.ـومة دعـ.ـايته، ستت.ـزيد المآسي مأسـ.ـاة، لكنّها لن تُخرج الحـ.ـزب من المـ.ـأزق غير المسـ.ـبوق الذي يمر فيه.

ثمة من يسأل عن سبب تغيت.ـيب سيناريو خامس، قوامه التفاعل الإيجابي لـ”حـ.ـزب الله” مع التغييرات، وبالتالي الاستـ.ـجابة، ولو بالحـ.ـد الأدنى، للتوجه الوطني الجديد.

الجواب المستنبط من التجربة: كما الحـ.ـرب ليست بيد “حـ.ـزب الله” بل بيد الجمهورية الإست.ـلامية في إيران كذلك…التسـ.ـوية حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُدرك ذلك.
المصدر: صحيفة جسر