الحرب حتمية بين الأتراك والروس لفك الحصار الروسي على تركيا

كتب الدكتور هشام أبو الحكم

مستقبل العلاقات بين تركيا وروسيا في هذا التصريح الذي ادلى به دولت بهجلي زعيم الحركة القومية التركية،فرغم انه ليس صاحب قرار الحرب والسلام ولكن خطابه يعبر عن طبيعة المشاعر القومية التي تستبطن مشاعر الاتراك والصدام قادم رغم كل مظاهر التفاهم التركي الروسي فهي لاتعدو ان تكون مسكنات لأنها تتناقض مع حقائق التاريخ والجغرافيا التي تفرض وتستوجب اشتعال الصراع في يوم ما .

فروسيا عينها على القسطنطينية ومضايق البسفور والدردنيل للوصول الى جنوب اوربا وتركيا عينها على البلقان واسيا الوسطى.
روسيا اليوم تحتل القرم جنوب اوكرانيا وتسيطر على ارمينيا شرق تركيا وعلى سوريا وليبيا وبالتالي اصبحت تركيا عبارة عن اقليم محاط بروسيا من كل الجهات بانتظار خطوة ابتلاعها وامام هذا الموقف فان تركيا لابد لها ان تدخل في صراع لفك الحصار المفروض عليها .

روسيا تمثل التهديد الأكبر للأمن القومي التركي وذلك استنادا الى عوامل الدين والتاريخ والسياسة والاقتصاد والجغرافيا والسياسة ،فمنذ سيطرة القياصرة على الحكم في روسيا،كانت روسيا تطالب بالقسطنطينية (إسطنبول) ومضائق البوسفور والدردنيل على أساس كونها (حامية المسيحية) في الشرق،ومسؤولة عن الأرثوذكس في العالم،

وبالتالي لابد لها من السيطرة على القسطنطينية التي فتحها السلطان محمد الفاتح، وقد ظل هذا الحلم الروسي يمثل حجر الزاوية في السياسة الروسية الى ان جاءت الحرب العالمية الاولى فتم توقيع اتفاقية “سايكس – بيكو – سازانوف” (نسبة إلى اسم سيرغي سازانوف وزير الخارجية الروسية آنذاك).تحصل روسيا بموجبها على القسطنطينية ومضائق مضايق الدردنيل والبوسفور وصولا الى المياه الدافئة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ولكن تسارع الاحداث ونشوب الثورة الشيوعية أدى الى اخراج روسيا من المعادلة،واليوم تجد روسيا في الحرب السورية نافذتها لمعاودة تحقيق الحلم ،ولا يمكن اهمال التنافس الروسي التركي في اسيا الوسطى الذي يضيف بعدا اضافيا في محاولات روسيا لتقويض تركيا لانها تعتبر الدور التركي في اسيا الوسطى يمثل تهديدا للامن القومي الروسي .

المصدر: الأردنية