أيها السوريون: كفاكم هرولة وراء السراب الأمريكي الخادع

السراب الأمريكي:
لا زلت أستغرب من بعض الكتاب والمحللين للاوضاع في سورية كيف أنهم مع كل تصريح أمريكي تراهم يذهبون بعيدا راكضين خلف هذا السراب ويتعبون أنفسهم في تأويله وتحليله…و كأن السنوات السابقة يا سادة لم تعلمهم أن تصريحات أمريكا السلبية ضد النظام السوري تتناسب طردا مع الرغبة في الحصول على أي مطلب أو ثمن سواء من الروس أو الإيرانيين أوحتى الأستانيين بشكل عام.

وبمجرد أن يحصل الأمريكي على طلبه يعود فورا إلى مواقفه السابقة الداعية إلى إطالة أمد الصراع وتحقيق أقصى الفوائد منه وإبقائه مشتعلا فلا تريدون ان يذكركم أحد ياسادة على أن إدارة الرئيس ترامب مقبلة على جولة إنتخابات رئاسية جديدة ومن الطبيعي في هذه الفترة أن يرتفع سقف التهديدات لترسيخ الدعاية الأمريكية ولا تريدون أيضا أن يذكركم أحد لو أن أمريكا جادة في حسم الصراع السوري لقالت كلمتها منذ العام ٢٠١٢ ولا تريدون من أحد أن يذكركم بتصريحات الأمريكي السرابية في ذلك الوقت إبتداء من السفير الأمريكي في دمشق فورد ومرورا بإقتراح ضربات الجمهوري المتعصب ماكين وصولا إلى تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومن ثم خليفتها كيري ومن ثم تصريحات أوباما وهجـ.ـومه الوهمي الذي الغاه في أخر لحظة ومن ثم أخيرا وليس آخرا هجـ.ـوم ترامب الشكلي على التيفور وتغرايداته التويترية التي صارت تنشر في الصفحات الهامشية للصحف الأمريكية بعد أن أكتشف الإعلام الأمريكي أنها سرابية ووهمية ولغاية في نفس ترامب …

قد يقول البعض وماذا لو كانت أمريكا جادة هذه المرة وقررت أنه يكفي وقد حان الوقت للنيل من الأسد ونظامه … أقول لهم أقرأوا التاريخ جيدا وتذكروا أن أمريكا أطالت بعمر نظام صدام حسين ١٢ عام وكانت غير مستعجلة عليه حيث كان بإمكانها إزاحته منذ العام ٩١ لكنها رفضت وتركته ولم تزحه إلا بعد أن تاكدت بأن صار بمقدور إيران إحكام سيطرتها على أغلب العراق فأزاحته وتركت العراق لإيران ومشت وصارت تبعبع في مناطق أخرى وتحذر من خطر إيران

جودت الجيران